كنت أتساءل تُرى كيف سأبدأ حواري الذي يدور بخاطري، وحيرتي رافقتني طويلًا.
إلى أن صدفت لقاءً مميزًا جدًا على شاشة التلفزيون يُحاكي ما يحيرني.. هو شخصٌ تربى ونشأ بعروبة وبأصالة، وعلى نهج أبٍ يقدس العروبة، وينمي في تربية أبنائه العدول عن أي انشقاق ..
محمد علي الحسيني هو باحث ومحاضر إسلامي سعودي من أصل لبناني، يشغل منصب الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان. للحسيني أكثر من سبعين كتابًا، ويتميز بمواقفه الفكرية والسياسية الوحدوية الرافضة لمنطق الفتنة ودعاتها.
***
وهذا ما أصبو إليه وأرغب بإيصاله، الوحدة وحب الانتماء والوطنية، لكل من قطن هذه الأرض الكريمة التي احتوت وأحبت وأعطت بكل سخاء .. أهدتنا الأمان – الاستقرار- التوازن الفكري – العلم – العمل – والحرية وحتى الرفاهية.
من أجل هذا نقولها وبكل فخر
نعم أنا سعودي، ونعم أنا عربي، ونعم أنا مسلم ونعم أنا لي وطنٌ، وأعشق ثراه…
أحب السعودية
أحب هذه الهوية
أحب الأرض الأبية
أحب كل انتماء يعزز الوطنية
ازرعوا هذا الحب في أبنائكم؛ كي لا يزرع الآخرون الكراهية والعدوانية تجاه هذا الوطن بعقولهم وخواطرهم فيتذمرون – يتضجرون- يستنكرون من (أرضهم – هويتهم – عائلاتهم – لهجاتهم وعراقاتهم)؛ لنتصارح وننظر بعيون العقل المستنير ( لألفاظ أبنائنا – لتجمعاتهم- لتمردهم ولرغبتهم في الانسلاخ).
نعم وحقًا أقولها، ولو أوجعتنا لقد عززنا جانب الرفاهية، وسعينا لتعويض نقص الوجود بالكماليات، ولكنها أفقدتنا تواصلنا مع أبنائنا، وتسربت إلى عقولهم رغبة الانسلاخ (عنّا وعن الوطن وعن الهوية، وعن المبادئ، وعن المألوف وربما عن الدين).
إلا أنه ما زال هناك متسع من الوقت ومجال (لنستعيد أنفسنا الصغيره والقلوب الجميلة، والعقول الخصبة)
ونجتهد في زراعة حب كل ذرة ترابٍ بهذه الأرض، سعيًا للإعمار ورصدًا لكل إنجاز لنحيا بجهودنا وعلى أرضنا بحب نؤمن به ونتنفس شذاه عبيرًا تتأجج له القلوب، وطنٌ وعلينا أن نعمره ونحميه لنستحق البقاء فيه بكرامتنا وعلو شأننا ورؤوسنا مرفوعة.
متكاتفين لنعمرها ومترابطين لنقف بوجه كل من يحاول أن يشوه صورتها أو يتلفظ سوءًا بشأنها..
***
وإن كانت هذه الأرض العامرة وولاة الأمر فيها قد قدروا من انتموا لها، وهم من غير هذه الارض ومنحوهم حق البقاء وحق العمل وحق الانتماء .. فأصبحوا يتفاخرون ويمجدون .. فنحن أولى بهذا التمجيد وهذا الفخر مجتمعين بقلوبنا وعقولنا قبل أصواتنا، ومعتزين بعروبتنا ووحدتنا..
وكفانا فخرًا ما قدمته دولتنا في كل ما مضى من أزمات، وكل ما هو حاضر من تحديات، وكل ما هو مقبل من خطط مستقبلية ترمي لغدٍ واعد ولجيلٍ متزنٍ وصاعد.
****
لوطننا حقٌ علينا أن نعتز ونفخر به ونحافظ عليه ونتمسك به .. فلا خير لنا بغيره إن لم يكن لوطننا أكبر النصيب من سلام أنفسنا، ومن دفاعنا عنه ومن انتمائنا له.
إسلامنا يشجب التعصب، ولكن لنا الحق أن نتعصب لأرضنا، وأن نغار عليها وندافع عنها.
وهذا ما وجب التنويه عنه بل والسعي مليًا لنشره ليل نهار؛ ليكون دستورًا وقراءة ونهج حياة.
احسنت وان كان الموضوع يحتاج لامثلة من التصرفات المطلوبة والبسيطة في فعلها او قولها لتصل الفكرة بالشكل والواقع المطلوب.
احسنت ايضا اختيار الموضوع في هذا التوقيت