يبدو أن مسلسل العبث بالحدائق العامة مايزال مستمراً فمشكلة مراقبة ومتابعة الحدائق والتي كلفت الدولة -وفقها الله- الكثير من ملايين الريالات لم تجد حلاً حتى الآن من قبل أمانة العاصمة المقدسة؛ نظراً للعبث والإخلال الذي يحدث باستمرار وفي مختلف الأحياء السكنية بمكة المكرمة من حيث تعمد تلف الممتلكات الخاصة بكل حديقة من إضاءات ومقاعد وألعاب ومجسمات وغيره من المستلزمات الترفيهية من قبل فئة عابثة مستهترة لم تقدر الجهود المبذولة في سبيل رفاهية المواطنين والمقيمين؛ لقضاء أوقات عائلية ماتعة وخاصة للأطفال سواء في إجازة نهاية كل أسبوع أو في الإجازات الرسمية واعتادت هذه الفئة للأسف على هذه التجاوزات المتكررة وغير الحضارية في ظل عدم وجود عقوبات نظامية رادعة بحقهم تمنعهم من هذا العبث المؤلم على الرغم من أن العقوبات البلدية حاضرة وبقوة في مجمل الأماكن في المدن والقرى إلا في الحدائق..!
وماحصل مؤخراً في ممشى أم المؤمنين زينب الهلالية -رضي الله عنها- بحي الشوقية والذي لم يمضي على افتتاحه سوى شهور معدودة من عبث بممتلكاته وتشويه لعدد من الأعمال الفنية والمجسمات الجمالية وتحطيمها يدعو للتساؤل لماذا هذا العبث المقصود؟ ويدعو للاستغراب أيضاً بما يوحي أن بين هذه المشاريع الحضارية الجميلة وبين فئة عابثة الكثير من الكراهية والعدواة بلا سبب. وهذا الوضع المأساوي ليس بجديد على بقية الحدائق العامة في مختلف الأحياء فهو يكاد يتشابه من حيث غياب للصيانة، والعبث المتعمد في ظل انعدام الرقابة ومحاسبة كل عابث. والمحزن أن هذا الممشى الحديث في حي الشوقية تحديداً كان بمثابة المتنفس المأمول لسكان أهل الحي لتميز موقعه، ولما احتواه من خدمات ترفيهية تساهم في الاستمتاع بأوقات جميلة للأسرة كافة.
إن من الأهمية بمكان وسبق وأن أكدنا في مقال سابق أن تبدأ أمانة العاصمة المقدسة باتخاذ إجراءات رقابية حازمة سواء من حيث تواجد حراس الأمن على مدار الساعة، ووضع كاميرات مراقبة أمنية في جميع الحدائق العامة وخاصة الرئيسة منها؛ للحفاظ على الممتلكات من أيدي العابثين، ووضع العقوبات النظامية المستحقة على كل مخل عبر التعاون مع الجهات الحكومية المعنية، أو بفرض الغرامات المالية وبذلك نضع حد لكل مستهتر ومتهاون. وهذه الواجهة البحرية في مدينة جدة على سبيل المثال فمنذ افتتاحها وحتى اللحظة وهي محافظة على معظم محتوياتها الأساسية بفضل النظام الصارم المتبع. أما مسألة إزالة بقايا التخريب والتحطيم، ودعوة جميع المرتادين للحدائق للحفاظ على المرافق الحكومية، والممتلكات العامة ومع الشكر والتقدير لتلك الجهود وتلك الدعوة التوعوية فهذا لايكفي بطبيعة الحال مع مَن أمِن العقوبة فأساء الأدب يا أمانة العاصمة المقدسة.