المقالات

مواقع التواصل الاجتماعي بين الوهم والحقيقة

نحن لا نُمانع من توظيف منصات التواصل الاجتماعي في حياتنا المختلفة سواءً كان ذلك في مجالاتنا الوظيفية أو توسيع مداركنا الثقافية؛ ولكن ما يؤسفني هو أن تخرج هذه المنصات أبناءنا وبناتنا من دائرة الأخلاقيات والسلوكيات التي تربوا عليها.. ولك أن تستعرض مثل هذه الفضائل التي تلاشت بل وانتهت؛ والتي ننشد بلسان حالنا “ليت الماضي يعود”.
قصات شعرٍ غيَّرت ملامح الرجال؛ ولعبت في تشكيلة الأنثى.. التي تتميز بطول شعرها.. وقوامها الفتان؛ أصبح النظر والتأمل حيال ما ننظر إليه لا يفرق بين الذكر والأنثى؛ من المؤسف أن يعول على هذه الفتاة أن تتزوج وتبني أسرة؛ وتنشئ جيلًا يدخل في بناء المجتمع وتركيبته وترابط عناصره؛ نعم فأنتِ أيتها الأنثى الأم والمدرسة.. التي يطلق عليها نصف المجتمع.
كانت المرأة في الماضي تحل مكان الرجل عند رحيله لطلب الرزق وجلب لقمة العيش؛ حيث يقوم عليها المنزل في إكرام الضيف، والترحيب به؛ حتى لا يفقد المنزل رونقه من الفضائل والعادات الأصيلة؛ التي لا يعيش الإنسان بدونها؛ لأن المرء ابن بيئته؛ مما يدلل على أن المرأة الشق الآخر في المجتمع؛ لتكمل مع الرجل الشق الآخر.. وتستمر الحياة بمختلف ظروفها.
وأنت أيها الرجل أيضًا أحيطت بك منصات التواصل الاجتماعي بمختلف وسائلها وأدواتها؛ فلا تهنئ أقاربك وذويك؛ ومشاركتهم في مختلف المناسبات إلا برسائل الواتساب، وتغريدات تويتر؛ وصور ومقاطع السناب شات؛ ليفقد مع ذلك الحنين إلى الأقارب والتجمع الأسري طقوسه المعتادة؛ فهل من رجعة إلى ماضينا الجميل؛ عندما ترى أبناء العمومة يتسامرون الليل؛ ويلهون في المساء، ويسعدون بتبادل أطراف الحديث، لا تفصلهم عن لقاءاتهم الحميمية مثل هذه الأدوات التقنية التي أصبحت أهم من الغذاء والرغبات الشخصية.
قد تجد المرأة عندما تخرج مع زوجها لا تتحدث مع زوجها ولو بكلمة واحدة، لاهية بمتابعة رسائل الجوال التي يضخها الواتساب والسناب شات؛ وهي أصلًا لا تدري أين هي ذاهبة؟!.. وهو الآخر أيضًا مشغول بمتابعة رسائل أصدقائه .. وأوقات تجمعهم في الاستراحة أو أي مكانٍ آخر يرغبون الالتقاء فيه .. لإقفال ساعات اليوم.
يا “منصات التواصل الاجتماعي” هل سوف تكونين لنا.. فرضية يتم إجبارنا على جعلها من الأساسيات في حياتنا؟ أم أن الزمن القادم سيقول كلمته.. في أن الإنسانية لن تعيش بدون الترابط والتقارب والانسجام .. بين مختلف الشرائح الاجتماعية.. كما كان سائدًا في الماضي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button