يعد توارث السُلطة في دول الخليج إحدى مقومات الأمن القومي للمنطقة بوجه عام، ولكل دولة على حدها، ذلك بأن سلاسة انتقال الحكم دون ضجيج أو صناديق اقتراع أو تكتل حزبي أو قومي أو مظاهرات أو شعارات تعد نعمة تستحق الشكر والعرفان، كونها تتم بكل هدوء وسلام دون أن تتأثر حركة الشوارع أو يشعر المواطن بأي تغيير، فما إن يعلن عن وفاة الحاكم حتى يتبعه بيان ملكي أو أميري بتنصيب حاكم بمباركة شعبية عامة (خير خلف لخير سلف)، ولسان الحال:
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ قَؤُولٌ … لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
إنها شجرة مباركة وسِير طيبة، وأُسر عريقة ذات مكانة في قلوب شعبها، بادلتها الحب والتقدير فكان الوفاء طبع أصيل ونهج قويم لدول المنطقة وشعبها!
إن المتتبع لحالة الدول التي كانت تنعم بالحكم الملكي ثم تحولت بعد ذلك للحكم الجمهوري ليجد أنها تعرضت لموجات من الصراعات والفوضى العارمة خلال تاريخها أفضت في كثير من حالاتها لانفلات أمني وفراغ سلطوي كان مؤداها القتل والنهب والسلب جراء التنازع على السلطة ومحاولة كل حزب فرض كلمته بالقوة، ولربما استدعى الأمر تدخلات خارجية لفرض إيدلوجيات مناهضة لقيم المجتمع أو عقائده وعوائده، ذلك ما يجعل أولئك يعضون أصابع الندم على تلك العهود والعقود التي أضفت عليهم وعلى أوطانهم الأمن والرفاه!
إن من نعم الله علينا وعلى أوطاننا أن قيّض لنا أسراً حاكمة أخذت على عاتقها أمانة أوطانها وشعبها، فكان من ثمرات ذلك الحكم الزاهر ثراء ونماء، أمنا مستتباً، ورفاء مستقرا؛ رخاء وسلاما!!
إن تناقل السلطة في دولنا الخليجية تعد نموذجا مشرفا للحكم الإسلامي الذي يبنى على مبدأ قيمي أصيل يجعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار، كون الأمن والسلام أساس نماء المجتمع وتقدم الوطن وتطوره واستقراره.
وبالمناسبة فإننا إذ نترحم على الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة، لنهنيء أشقاءنا الأماراتيين وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد الذي تولى مقاليد الحكم مع كل الأمنيات بالتقدم والرفاه، وأن يديم الله الأمن والأمان على دولنا الخليجية في ظل قادتنا الأبرار و حكوماتنا الأبية الوفية!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين