علم النفس الإيجابي : هو علم دراسة وفهم وتطوير الهناء الشخصي الذاتي بمعنى اخر يسعى للفهم و للدراسة الجادة لمكونات الحياة الإيجابية و التي يمكن تلخيصها في الرضا عن الماضي و السعادة في الوقت الحاضر و الامل بالمستقبل .ويهدف هذا العلم الى دراسة وفهم وتطوير الصفات الإيجابية مثل الشجاعة و الصمود والتسامح و الحب ومعرفة الذات والرحمة . فان علم النفس الإيجابي يركز على دراسة ثلاثة محاور أساسية و هي :
المحور الأول : ويركز على الخبرات الإيجابية الذاتية، كالازدهار ،والهناء الذاتي والسعادة الانفعالية و الاجتماعية والنفسية، والتدين والأمل والانفعالات الإيجابية . المحور الثاني: ويدرس القيم العامة والفضائل ( مكامن القوة في الشخصية ) والتي تتصل بالمستوى الشخصي وتوافقه وتنظيمه مع الذات ومع الآخرين، والذي يتصف بعدد من القيم الإيجابية والشائعة في الشخصية الإنسانية الإيجابية، والتي يعتقد أنها عالمية ومنها التسامح والعدالة والتواضع والمثابرة والحيوية والتدين. المحور الثالث: ويعالج السياق الاجتماعي والمؤسسات الاجتماعية الإيجابية ويهدف إلى دراسة الشخصية في سياق اجتماعي خاص، وكذلك يهدف إلى الوصول بالهيئات والمؤسسات إلى مؤسسات إيجابية على المستوى العام وليس فقط على مستوى الأفراد. ومن أهم موضوعاتها ما يتصل بدراسة العلاقة بين الإدارة والمرؤوسين في مجال العمل، العلاقة بين الفصول الدراسية من تعاون وتنافس إيجابي ، وذلك لتكوين هيئة ومؤسسة قائمة على تطور الجانب الإيجابي لتسهم بالتربية والوصول للمواطنة الجيدة، وبالتالي فهذا المحور يهتم بما يتعدى الاهتمامات الذاتية الضيقة إلى أهداف عامة لمصلحة الجماعة أو الهيئة أو ومن خلال المحاور الثلاثة حاول الرواد والباحثون في مجال علم النفس الإيجابي اقتراح النماذج النظرية والأدوات البحثية والتي تسعى إلى الفهم والتنبؤ بالظواهر. ومن ثم بناء نظريات مثل نظريات السعادة، والتفاؤل، والصحة العقلية الإيجابية، والرضا عن الحياة. وبالتالي أصبح هناك ما يسمى بالبنية المعرفية الخاصة، والتي نشأت أصلا من مختلف العلوم النفسية الأخرى
المجالات التطبيقية لعلم النفس الإيجابي :
أولا : الصحة الإيجابية : أن التركيز على الصحة بدلا من المرض سوف ينتج عنه التقليل والتوفير للجوائب المالية والمادية. فعن طريق الدراسات فقد امكن القول بأن الصحة الإيجابية تتوقع زيادة طول العمر و انخفاض تكاليف الرعاية الصحية، والوصول بالصحة العقلية في الشيخوخة لشكل أفضل. تلك الجوانب الصحية الإيجابية والتي يمكن التنبؤ بها على وجه التحديد تصبح أهدافا للتدخلات وللتطوير المستمر ونعني بالصحة الإيجابية التفاعل للعوامل البيولوجية والوظيفية والشخصية للفرد، وذلك بهدف تحقيق التطور و النمو في المستوى الصحي والتقليل من حالة المرض. ونعني بالعوامل الشخصية هي العوامل المرتبطة بالجوانب الإيجابية في الشخصية. ثانيا: العلاج النفسي الإيجابي : من أهم ما جاء في نقد النظريات التقليدية للعلاج النفسي أنها لا تركز على مصدر المشكلة العميق وفيها يهتم بالسلوك المضطرب فقط ويركز على التخلص من الأعراض الظاهرة دون المصدر الحقيقي، وبها تهتم معظم تجارب نظرية التحليل في الإرشاد النفسي بالأفراد المضطربين ؛ وفيها يتم التركيز على الشعور أو اللاشعور حيث نظرية التحليل تركز على الخبرات ال لاشعورية بينما نظرية الذات تركز على الشعور أما العلاج النفسي الإيجابي فهو توجه علمي تم تأسيسه بداية بهدف التوجيه والعلاج وتوفير الخدمات النفسية والتي تقدم لمرضى الاكتئاب، وذلك مقارنة بأنواع العلاجات الأخرى المعتادة في هذا المجال. وقد تم تطوير مجموعة متنوعة من العلاجات للاكتساب والتطوير ل لمشاعر الإيجابية والرفاهية، والامتنان، والإبداع، والعلاقات بين الأفراد. و بشكل عام فان استراتيجية العلاجات المختلفة بالعلاج النفسي الإيجابي تسعى للاكتساب والتطوير للمشاعر الإيجابية و ذلك وفق نظرية التوسعة والبناء ، كما يهدف هذا العلاج لتقديم تقنيات تعتمد بشكل كبير على الأساسيات الإيجابية في التعامل مثل: الدفء ،التعاطف والطيبة والثقة والتعامل بالعلاقة المحترمة بشكل متبادل . ثالثا: علم الاعصاب الإيجابي : وهو توجه علمي حديث يهدف إلى دراسة العمليات التي يقوم بها المخ الإنساني وذلك بدلاً من الاهتمام بدراسة المرض والاضطراب العقلي كمدخل لهذا العلم. ويهتم الباحثون في علم الأعصاب الإيجابي بالعمليات العصبية والمخية للجانب المعرفي، والتي يمكن من خلال تفهمها أن توفر حياة مزدهرة للفرد والمجتمع. كما يركز هذا العلم على استخدام عدد من التقنيات الحديثة مثل الأشعة للأعصاب وللمخ ولعملياته المختلفة، هذا بجانب دراسة المستوى السلوكي، وذلك بهدف تفسير الأساس العصبي البيولوجي والذي يمكن دراسته من خلال الجانب المعرفي مثل: التفاؤل والإبداع، وكذلك الوصول إلى فهم أشمل لما يسمى الشيخوخة الصحية. رابعا التربية الإيجابية :في ظل الحاجه للوصول لمفهوم المدرسة التنافسية ولفرضيات التغيير فان هناك ضرورة التطبيقات الخاصة بمفاهيم التربية الإيجابية ،أن التربية الإيجابية هي مدخل تربوي يهدف للتعامل مع المميزات في الشخصية الإنسانية ودوافع الفرد للوصول إلى المستوى الأفضل في التعلم كما أنها تسعي إلى توعية المعلم بالطريقة الأفضل التدريس والتي تشجع التلاميذ والمدرسة والمجتمع للوصول إلى الازدهار فيجب بالتالي أن تراعي مسلمات التربية الإيجابية بتصميم البرامج المدرسية فالتربية الإيجابية تتكون من التدريب على الازدهار وذلك بتكوين البينة المدرسية الإيجابية والازدهار ببساطة هو التفاعل بين الشعور الجيد والعمل الجيد في حين تهتم التربية الإيجابية بالمهارات المتخصصة لكي يكون التلاميذ مهتمين بتحسين علاقاتهم مع الأخرين، وبناء الانفعالات الإيجابية وتحسين المرونة النفسية، والوصول لحالة مثلي للاستيعاب والتشجيع للممارسة الدائمة لأسلوب حياة صحي وباختصار التربية الإيجابية هي التربية لكل من المهار ات التقليدية بالتزامن مع الشعور بالسعادة والهناء في ان واحد ومن اهم عناصر العملية التربوية الإيجابية ما يلي: 1- تعلم الهناء الذاتي ، 2- تعلم التفاؤل .
—————————————————————————————
المرجع : سلامة ، يونس ( 2015 ) ،مجلة الشرق الأوسط لعلم النفس الإيجابي.