المقالات

قوة إيجابيتك في إحسانك لذاتك

    الإحسان لا يقتصر على الآخر، نفسك أيضًا بحاجة إلى إحسانك؛ فهناك بصمة قوة خاصة بك أنت، تشكَّل قدرتك، وهوية النجاح الحقيقية التي تجعلك تبدع وتستمتع، وتظهر فيها حيويتك، حيث لا تشعر بالوقت، وتغمرك السعادة، وهناك قدرات ومهام يمكن أن تؤديها وتحسن عملها، لكنه عمل لا تظهر فيه روحك ولا لمساتك الإبداعية.  فليس الأمر في أن تحسن، ولكن الأمر أن تعرف مواضع الإحسان، وكيف تحسن؟

   فبصمة القوة الإيجابية هي بصمتك أنت، وجوانب القوة الأخرى يمكن اكتسابها لتحقيق التوازن ولتصل بها إلى المشاعر الإيجابية. فالشعور بالفخر والرضا، والإنجاز والبهجة والتكامل هو ثمرة إحسانك. (1)

   الإحسان للذات يعني ألا تغفل عن نفسك في تعليمها وتربيتها وتطويرها، فمن الشقاء أن تهتم بالآخرين وتنسى نفسك. (2) (فالحكمة والمعرفة) إحسان للنفس؛ لأن فيها القوة التي تؤدي إلى اكتساب المعرفة واستخدامها، كقوة حب الاستطلاع، حب التعلم، الحكمة، الإبداع وقوة النقد والحكم على الأشياء.(1) فعندما تتعلم شيئًا أو تكشف عن غموض، ستنتابك مشاعر البهجة والارتياح والسرور، وسيغمرك شعور الرضا.(2) (والشجاعة) إحسان للنفس لأن فيها القوة الإيجابية التي تسمح بتحقيق الأهداف في مواجهة المعارضة، كقوة الإقدام، وقوة المثابرة والصمود، وقوة الاتساق مع الذات. كذلك (الحب والإنسانية) إحسان للذات، لأن فيها القوة الإيجابية التي تعبر عن الميل للآخرين وصداقتهم كقوة العطف والكرم وقوة منح الحب وتقبله. جميعها تحمل في طياتها مشاعر قوية فيها رقة وحنو، تجعلك مستمتعًا بسرور الآخرين تجاه عطائك وتعاطفك، وفي (العدالة) أيضًا إحسان للذات، ففيها القوة الإيجابية التي تبني مجتمعًا سليمًا أنت عضوٌ فيه، كقوة المواطنة والولاء والعمل في فريق، وكقوة العدل والمساواة وقوة القيادة. أما الإحسان للذات (بالاعتدال وضبط النفس) فيكون بالقوة التي تحمي من ارتكاب الفواحش كقوة ضبط النفس، التواضع، الوقار، وقوة التريث والشفقة والتسامح، وقوة تنظيم الذات. وفي (التسامي) أيضًا إحسان للذات، ففيه القوة الوجدانية التي تصدر عنك وتوصلك بأشياء أكبر وأكثر فيقوى ارتباطك بالعالم بسمو، كقوة تذوق الجمال وتقدير التميز، وقوة الامتنان (العرفان بالجميل)، وقوة الأمل والتفاؤل وقوة الإيمان. إن إحسانك في ممارسة هذه الفضائل يمنحك قوة وشعورًا إيجابيًا بالرضا والسعادة، بعكس ممارسة الطرق والحيل الملتوية البعيدة عن القيم، والأخلاق، والصدق، والأمانة. (1)

   ومن الإحسان للذات والوصول لقوة الإيجابية، تجهيز قائمة بالأفكار السعيدة، وطرد جميع الأفكار التي تدعو إلى الإحباط واليأس:

  • ثق بنفسك ليكن لك إيمان بقدراتك، فإذا لم يكن لك ثقة متواضعة معتدلة في قدراتك؛ فلن تستطيع أن تنجح أو تسعد.
  • ثق بالله فهو منبع كل قوة.
  • أحسن صلاتك؛ لأن قوة الصلاة هو مصدر الطاقة.
  • القلق لما يجري حولك من أحداث والشعور بالمسؤولية تجاهها، يصنع لك الشقاء.
  • السعادة حالة يمكن الحصول عليها والطريقة لذلك ليست معقدة، فإنّ كل من يرغب فيها رغبة أكيدة سينالها.
  • أحسن طيلة يومك، في البيت وفي العمل، وفي المتجر وفي الطريق، وفي السيارة وفي سائر أعمالك، تقوى إيجابيتك. (3)

باحثة دكتوراة في الإرشاد النفسي بجامعة أم القرى

———————————————-

المراجع:

(1) يونس، إبراهيم (2018). قوة علم النفس الإيجابي. الإسكندرية: مؤسسة حورث الدولية.
(2) بقنة، مبارك (2020). الإحسان للذات. صحيفة آراء. السعودية.
(3) بيل، نورمان (2001). قوة التفكير الإيجابي. ط7. مصر-القاهرة: دار الثقافة للنشر والتوزيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button