المقالات

تخيَّل مدير بعشرة أجنحة!!

لدغة ودغدغة..

أتذكر منذ أكثر من ثلاثة عقود ومع بداية ظهور الإعلانات التجارية على شاشة القناة السعودية في منتصف ثمانينيات القرن الميلادي الماضي؛ كان من بين تلك الإعلانات فقرة خاصة بإعلان إحدى شركات انتاج الدواجن (ساديا)، فبدلًا من الاكتفاء بوجود دجاجة كاملة في كيس واحد، قدمت الشركة منتجًا جديدًا؛ بحيث يتم تجميع مجموعة أعضاء معينة في صندوق واحد؛ بحيث يتم وضع مجموعة من الأرجل في صندوق واحد، وتجميع لعدد من الصدور بصندوق آخر، وكذلك تجميع لعدد من الأجنحة في صندوق واحد، وهكذا.. وذلك تماشيًا مع رغبة العميل، ويبدأ الإعلان بلقطة طريفة تجمع بين مجموعة من الدجاج تتحدث مع بعضها فتقول إحداهن:
تخيَّل دجاجة بعشرة أرجل!! … فتأتي الإجابة مباشرة من الشركة بأن: ساديا لديها ذلك.
ثم تستمر في تخيلها؛ فتقول: تخيَّل دجاجة بخمسة صدور!! … فتأتيها الإجابة: ساديا لديها ذلك.
ثم تختتم الدجاجة تخيلاتها بالقول: تخيل دجاجة باثنى عشر جناحًا!! فتتكرر الإجابة: ساديا لديها ذلك.

قد تستغربون ما هو الأمر الذي دعاني لأتذكر هذا الإعلان بعد تلك السنوات الطويلة، والحقيقة أنني كنت أجلس مع أحد الأصدقاء خلال فترة إجازة عيد الفطر المبارك الماضية، وقد ساقنا الحديث لتناول بعض الموضوعات الغريبة والعجيبة المتعلقة ببيئة العمل.
فقال صديقي: تخيل مدير بعشرة مساعدين!! قلت له معقولة!! حتى الوزير لا أعتقد أن لديه نصف العشرة؟! فقال صديقي: ولكن مديرنا لديه ذلك.
ثم أردف صديقي قائلًا: تخيل مدير لديه أربعة مكاتب!! فقلت له يعني تقصد في أربع مدن؟ قال: لا!! مديرنا لديه أربعة مكاتب في مدينة واحدة. فقلت له يمكن أن يكون اختارها بعدد فصول السنة حتى يصمم بيئة كل مكتب مع فصل من فصول السنة الأربعة!! قال صديقي: والله معقولة.. تصدق هذه ما جاءت على بالي.

ثم سألني صديقي: ما هو دور المستشار؟ قلت له يستشيره المسؤول فيما تعترضه من مشكلات أو يعرض عليه بعض الموضوعات ليستفيد من آرائه حولها قبل أن يتخذ فيها قراره النهائي.
قال صديقي: الأمر ليس كذلك؛ فعلى العكس تمامًا، فمديرنا لديه عدد من المستشارين؛ ولكن في الواقع هم الذين يستشيرونه لكي يضمنوا الاستمرار في مناصبهم. قلت له وكيف لمستشار يرضى بمثل هذا الأمر؟ قال صديقي: المدير اختار المستشارين الأصغر سنًا، والأقل خبرةً وممارسة للعمل، لكي يضمن أن يكون هو مستشارهم وليس العكس!!
ثم قال لي صديقي وماذا عنك أنت!! فقلت له تصدق وإلا أحلف لك… قال لي: قول يا طلال!!
قلت له: طالما الحكاية فيها طلال… خلاص بطلت أقول حتى ما يزعل مني أبو نورة ويجيب العيد من جديد!!

• عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button