مجموعة من الشباب الطموح الذي أنعم الله عليهم بالسفر والدراسة، وبالتالي اكتساب الخبرات والمهارات والعلاقات، وعادوا وعقولهم تزخم بالأفكار وقلوبهم تلهث لتحقيق الذات وما ذاتهم (إلا وطنهم).
عرض عليهم أحد المستثمرين فكرة فتح “سوق جديد” لمنتجاتهم بالمملكة العربية السعودية..
فرح الأبطال بهذا العرض بعد أن كللوا جهودهم لدراسة الموضوع، وبعد أن جمعوا جهدهم وأموالهم وخلاصة تجاربهم، كان سعيهم ليحققوا نجاحاتهم المأمولة، وكانت اجتماعتهم مع شركة “صلة” تنم عن حلمٍ سيرى الواقع قريبًا.
وجاء الواقع مريرًا فانصدم الفريق الحالم بمواجهة التخبط وعدم التجاوب..
وهل مازلنا في خضم ذات المعمعة (تعيين قليلي الخبرة إن لم يكونوا معدومين منها – انعدام تام بالتواصل – هدر غير مسبوق للوقت والجهد لرواد الأعمال، وكل من يعمل معهم – تجاهل لا حدود له للتواجد الشخصي والكثير من المثير للغضب والتسخط، لا وسيلة للتواصل ولا مجال متاح للقاء أو التنسيق ولا أدنى تجاوب مع كم المراسلات !)
قلة الخبرة وانعدام المسؤولية (وهنا أقدم ألف اعتذار)
هل تمت الخصخصة من أجل طحن المجتمع أم من أجل التحسين والابتكار وزيادة فرص الاستثمار؟!
توجيه صريح بلا مجاملة وبلا محاباة، وإنما يبحث عن (الإنصاف لا الإجحاف)..عدة شركات ومؤسسات طرحت نفسها؛ لتتحمل مسؤوليات عُظمى (كموسم جدة – إدارة الطرقات – تنظيم الفعاليات – تطبيق النظام) فوضعت قوانين محمودةً الشكل، ومضمونها التخبط والتفكك والتجاهل..
وهنا تعريف بسيط لمن لا يعرف…
(صلة) هي مؤسسة طرحت نفسها؛ لتكون مشرفًا ومسؤولًا عن تنظيم وتطوير وتوزيع الأماكن بين المشاركين في موسم جدة.
وهل وصلت “صلة” بين الرواد وما يريدونه؟
(موقف) مؤسسة وضعت نفسها كمنظم لعملية وقوف المركبات بالشكل الأكثر تنظيمًا منعًا للازدحام وعرقلة السير وتيسير الحركة، وبالتالي تغريم المخالفين.
وهل وقفت على التنظيم ونوهت عن المخالفات، وأعلنت وارتبطت بالجهات الرسمية أم انشغلت فقط بمراكمة المخالفات ووضع الأقفال على السيارات؟
(ناقل) شركة تحملت مسؤولية سيارات النقل ومتابعة حركتها ومساراتها، وكذلك حمولتها، وخلاف ذلك منعًا للتزاحم وتحميل المركبة ما يفوق طاقتها الاستيعابية حفاظًا على الطرقات والمركبات الصغيرة، وبالتالي تغريم المخالفين قطعًا..
وهل عملت “ناقل” على هدفها أم أنها وقفت بالمرصاد لكافة الناقلين؟!
(إجادة) هي شركة حملت على عاتقها تطبيق الأنظمة المنصوص عليها من التحقق من هوية الموظفين والتزامهم بالزي الموحد، ووجود كافة الاشتراطات بمنافذ البيع، وخلاف ذلك علاوة على تغريم المخالفين.
وهل حققت الإجادة أم كان مضمون عملها الإبادة؟!
هؤلاء وأمثالهم الكثير (تم إيجادهم للهداية والتوجيه لا للجباية والتنفير) للإفادة والاستفادة لا للظلم والتعدي، هكذا كانت القصة ونأمل أن لا تستمر..
نحن لا ننكر فضل كل تقدم، وأن هناك نماذجًا نفخر بها تعثرت ثم استقامت (الغرفة التجارية) مثال يحتذى به بعضًا ونأمل بالكل..(قوانين الأراضي) (الأحوال الشخصية) وزارتنا الموقرة، ومن يمد لهم يد العون عونًا لكل مواطن ومقيم (مثاليات يُقتدى بها ونطمع بالمزيد).
إلا أن المؤلم (الموجع- الذي يدعو لاشمئزاز الأنفس) يحتاج من البعض وقفة، فهل لنا بوقفة حزمٍ جادة وحاسمة تنعم بالتعاطف، وتمتلئ بالتقدير ويكسوها الاحترام، لكل من يساهم بماله وجهده ووقته وخبرته ودراسته وعلاقاته؛ ليضع بصمة نماء نحو مستقبلٍ واعد وجيلٍ صاعد … ووطنٍ عامر بخيرات من يقطنون أرضه.
الحلول العملية ستكون دعمًا لمن سعى ليمد يده مساندًا من هو خامل، وينظر بعين المعتبر وينتظر.
هذا مختصر آمل أن يقرع الأبواب بقوة ويكون لصداه ثمارنا التي نرتجيها.