لم يكن فوز المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في مسابقة دولية علمية حدثًا عاديًا، ولم يكن وليد الصدفة، فقد جاء هذا الفوز العريض لطلابنا وطالباتنا في معرض “آيسف 2022” تتويجًا لما تبذله المملكة من جهود لتطوير قطاع التعليم، وليثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن محاولات التطوير في مجتمعنا تسير في المسار الصحيح، وأن السياسة التطويرية لتعديل المناهج وتأهيل المعلمين بدأت تؤتي ثمارها، وأن الطموح في تحويل المملكة لبلد صناعي يسير في الطريق المثالي، خاصة عندما تم ربط الصناعة المحلية بمراكز البحوث، والابتكار، والارتقاء بقدرات ومواهب طلاب الوطن من الموهوبين والموهوبات في مراحل التعليم.
لقد استطاع أبناء المملكة العربية السعودية من ممثلي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، ووزارة التعليم تحقيق (15) جائزة كبرى و(6) جوائز خاصة من بين 2000 طالب وطالبة من 85 دولة، لأفضل باحث وأفضل مشروع على مستوى العالم، وتوجت هذه الإنجازات بتحقيق جائزة أفضل عالم باحث على مستوى العالم، وليؤكد هؤلاء الأبطال أن أبناء هذه البلاد هم الثروة الوطنية الحقيقية، وأن الإبداع السعودي لا سقف له، وكذلك ليعطون دلالة واضحة على تطور قطاع التعليم في المملكة، وعلى الأداء والعطاء الكبير من المعلمين والمعلمات.
واليوم، وبعد هذا الفوز العريض لمنتخب المبدعين السعودي في مجال البحث العلمي؛ نستحضر أهداف ومبادرات رؤية المملكة 2030 التي تتضمن مستهدفات طموحة لاسيما في برنامج التحول الوطني المتعلق بالبحث العلمي والتعليم، الذي يشمل تطوير وتدريب المعلمين، وتحفيز الإبداع والابتكار من خلال تحسين بيئة التعليم، وتطوير المناهج وطرق التدريس، والرفع من قيم الطلاب ومهاراتهم الأساسية، للإسهام في تقديم نماذج سعودية مشرفة تزاحم اليوم على منصات التتويج بما تملكه من القدرة على الابتكار، ولعل هذه الجوائز التي حُصِدَت والإنجاز الذي تحقق يشير بجلاء إلى نجاح مستهدفات هذه الرؤية الطموحة، والجهود الملموسة في تحقيق مجتمع مستدام ومستقر، وخلق بيئة خصبة للإبداع بأفكار متطورة تماشيًا مع عصر التقدم، وإتاحة الفرصة للتبادل الثقافي بين الدول التي ترسم مستقبل زاهر لهذه الأجيال الواعدة، فلقد قدمت المملكة العربية السعودية لفئة الشباب والشابات الكثير من البرامج والمبادرات التي أثرت الجانب المعرفي لديهم، وعززت حضورهم المحلي والدولي في كل مجالات الحياة، وهاهم كانوا على قدر المسؤولية، وبحجم الثقة، ليؤكدوا بأن أبناء هذا الوطن، ومتى ما منحوا الفرصة وتهيأت لهم الظروف والبيئة المحفزة والداعمة، فإن إبداعاتهم لا حدود لها، وطموحهم لا سقف له، فهم عماد الحاضر ورجال الغد وقوة المستقبل، وهم الثروة الحقيقية، والركيزة الأساسية في تقدّم وبناء المجتمع.
إن هذه الإنجاز الوطني الكبير الذي حققه هؤلاء الأبطال، لحري بنا أن نمنحهم حقهم من التكريم بالقدر الذي يليق بإنجازهم، ونحتفي بهم، وبما نعلقه عليهم من آمالٍ كبيرة، على أن يكون هذا الاحتفاء والتكريم بصورة متوازنة، وبعيدًا عن المبالغة، لكي لا يأتي بنتائج عكسية ويكون له انعكاسات سلبية عليهم، فالمبالغة في التكريم ربما تجعلهم يعتقدون بأنهم وصلوا إلى قمة الإنجاز، وذلك ما قد يؤدي إلى إحجامهم، مع أهمية عدم إهمالهم وتركهم في هذه المرحلة المهمة، والاهتمام بهم مطلب وطني، فهذا الإنجاز ما هو إلا خطوة نحو تحقيق الهدف، وهؤلاء النجوم ثروة وطنية حقيقية يجب المحافظة عليها وإعدادها واستثمارها بالشكل المطلوب للاستحقاقات المقبلة.
1
أعتقد لم يوجد هناك أي مبالغة في التكريم