عندما نتحدث عن الإنجازات سواءً على مستوى الأوطان أو القارات أو العالم بأكمله نجد أن المملكة دائمًا في الطليعة محققة إنجازات عالمية غير مسبوقة، ولم تأتِ هذه الإنجازات من فراغ أو بمحض الصدفة بل بتوفيق الله سبحانه وتعالى أولًا وأخيرًا ثم بما توليه القيادة الحكيمة من رعاية واهتمام والدعم اللامحدود لجميع أبنائها، وتلك الهمة والطموح لدى أبناء وبنات الوطن الذين يملكون همة عالية مثل جبل طويق وطموحهم الذي يُعانق السماء.
وخير دليل على تفوق أبناء وبنات الوطن ما حققه أبطال المنتخب السعودي للعلوم والهندسة الذي تمكن بكل عزم واقتدار من حصد 22 جائزة في معرض (أيسف 2022)؛ مسجلين بذلك إنجاز وطني تاريخي استثنائي تفردت به المملكة بين دول العالم، وهذا الإنجاز جاء بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بدعم قيادتنا الرشيدة- أيدها الله- لأبناء الوطن الذي أسهم في بناء جيل سعودي واعد وملهم، وبعد تحقيق أبطالنا هذا الإنجاز الذي يفخر ويفاخر به كل مواطن سعودي وعودتهم إلى أرض الوطن في وسط استقبال حافل يليق بهم وبإنجازهم العظيم.
وهنا جاء دور أبناء الوطن في تكريم هؤلاء الأبطال تقديرًا وتثمينًا لما حققوه من إنجاز وطني عالمي غير مسبوق، وكان لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ نظرة مختلفة لدعم مسيرة أبنائه الطلاب الفائزين في مواصلة مسيرتهم التعليمية عالميًا؛ فقد أعلن عن تقديم لهم منح ابتعاث تقديرًا لهم على هذا الإنجاز.
ثم جاء دور أمير الحرف وفارس الكلمة صاحب الكلمة الشهيرة “ارفع راسك أنت سعودي”، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ليستقبل أبناءه وبناته من تعليم مكة المكرمة وجدة الفائزين بعدد من الجوائز العالمية، وكان لمحافظ الأحساء الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر وقفة تجاه بنت الأحساء الطالبة دانة العيثان الفائزة بالمركز الأول على مستوى العالم في مجال الكيمياء وتكريمها نظير تفوقها العالمي، ولم يتوقف العطاء حيث بادرت جامعة الملك عبد العزيز في لفتة غير مستغربة عن إعلانها القبول المباشر في الكليات التي يرغبها طلبة المنتخب السعودي للعلوم والهندسة تقديرًا لتميزهم الدولي والعلمي.
ولازال العطاء مستمرًا في تكريم هؤلاء الأبطال فكان لإدارة تعليم مكة المكرمة مبادرة في تكريم الطالبتين مودة عمر وليان مذكر نظير فوزهن ضمن أبطال الوطن.
أما مساء الخميس فكان مساءً مختلفًا تمامًا لدى أبطالنا مع تكريم مستحق وغير مستغرب، وجاء في وقت مهم ومناسب وتحفيزًا لهم من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة؛ وذلك عندما كرَّمت وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، ولاعبو طرفي النهائي الهلال والفيحاء، أفراد المنتخب السعودي للعلوم والهندسة الذي حقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق، وذلك بممر شرفي قبيل انطلاقة النهائي، وبالتقاط الصور التذكارية مع المنجزين وعلماء المستقبل، وصافح حكام اللقاء ولاعبو الفريقين، المنجزين السعوديين تقديرًا وتثمينًا لتتويجهم الثمين.
وكان للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس مبادرة جميلة ورائعة باستضافة أبطال منتخبنا للموهوبين من خلال أداء العمرة والوقوف على الإهتمام بالحرمين الشريفين من خلال مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفه
وتوج هذه المبادرة بإعلان جائزة للموهوبين وشراكة مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين إحتفاءً وافتخاراً بهذه الكوكبة من ابناء وبنات الوطن الذين شرفوا السعودية العظمى بما حققوه من إنجاز وطني .
من هنا أوجه رسالة شكر وتقدير لهؤلاء الأبطال على ما حققوه من إنجاز عالمي، ولكل من وقف خلفهم وساندهم، ولكل من بادر بتكريمهم وزرع الفرحة في نفوسهم والابتسامة على محياهم هذا هو ديدن أبناء وطن يقوده سلمان دائمًا في الطليعة طموحه عنان السماء.
كما أوجه رسالة خاصة لمعالي وزير التعليم قائد دفته وربان سفينته الذي تحقق على يديه هذا الإنجاز التاريخي الاستمرار في مبادراته غير المستغربة بتكريم كل من وقف خلف هذا الإنجاز من مشرفين ومشرفات وأسر، نظير ما تحقق من إنجاز وطني عظيم مسجلًا باسم الوطن بين دول العالم، والذي يمثل قفزة نوعية في مواهب وقدرات وثقافة ومعارف أبناء الوطن.
رغم ما حققه أبطالنا من إنجاز وطني عظيم إلا أن هناك غيابًا تامًا ونومًا عميقًا للبنوك والشركات ورجال الأعمال جعلهم بعيدين كل البُعد عن تقديم مبادرات أو الاحتفاء بهؤلاء الأبطال، وتكريمهم بما يليق بهم وبإنجازهم الوطني غير المسبوق.
إنه لمن المؤسف أن نشاهد هذا الغياب عن مثل هذه الإنجازات العالمية لأبناء الوطن ومستقبله الواعد.