ليس دخيلًا ذلك النسيان في حياتنا، إنما هو صمام الصدمات ومسكن الأقدار التي هي قصص الحياة التي لا تنتهي..
يظل النسيانُ نعمة ربانية وهدية للإنسانية التي تركع أمام الأقدار ركوع الاستسلام وخضوع الإيمان الواجب بتلك الأقدار التي هي سيرة مكتوبة في صحف غيب مرفوعة عند علام الغيوب ومُسير الأقدار…
ورغمًا عن أنف النسيان وسلطة قوته《لم أنساكم》فلكم في الأرض نور مبين ووجود ظاهر عيانًا بيانًا لا يمكن أن تُغيبه شمس النسيان، ولكم حضور يهز الأرض جمالاً وفخراً ..
نعم أنتم “أصحاب الهمم”، وبكل فخر أنتم سادة القمم وأساتذة الدروس والعبر لكم عبير يُضاهي عبير كل من تمتع بتلك النعم ..
لم ينسكم حرفي ولا سطور همسي ولكن ماذا يُقال فيما لا يُقال؟
يظل العجز يمتطي صهوة الصمت أمام نماذج كل يوم تترجم بحروف الإنجاز وسطور الإعجاز مالم يصل له الأصحاء..
كلنا فخر بكم لستم أنتم من يُعاب عليهم بما كان ابتلاء من الله؛ فصبروا وحولوا العجز إلى معجزة تتحدث فخرًا ومجدًا هلاله يتلألأ ضياءً ..
كل العيب والمُعاب على عقول تعي وعيونٌ تُبصر وأجساد تتحرك، ولكنها سلكت ما لا يُسلك وتبعت ما يُهلك وتناست كيف تُقيم صلاة الشكر على كل نعمة أفسدتها، وأهلكتها بدون وجه حق..
حديثُ واقع واضح منير، وسطورُ معبرة وهمسُ كاتبة تقول لكم بصوت يعلوه الفخر: (لم ولن أنساكم).