المقالات

الحُب الذي نُريد ونبتغي ..!

الحب بمعناه الواسع الرحب الذي نريدهُ ونبتغيه في ظل هذه الظروف التي تُداهمنا من حينٍ لآخر ابتداءً من زمن كورونا وما زالت مرورًا بحرب أوكرانيا وروسيا والمخاوف من الحروب النووية؛ وانتهاءً بجدري القرود والله العالم ما القادم الجديد وغيرها في كُل شيء هو الحب الصافي النقي بين الجميع والتقارب وبقاء دائم وتواصل مُستمر وصدق وإخلاص وإحساس صادق مُرهف بين الجميع .. وليس لقاءً عابرًا وتعابير مُنمقة مؤقتة في أرض قاحلة فضاء من أجل مصالح ونزوات .. فالحب أحبتي لا يتغيَّر ولا يتبدل حتى ولو تغيير الزمان والمكان …
فكل إنسان مهما كان وعلا شأنه لن يكون عمره ربيعًا دائمًا، ولابد أن تتغير أحواله كالفصول الأربعة مابين فرح وحزن وهم وراحة بال وغنى وفقر وجد وهزل، وفيه تتحقق أحلامه، وتزهر كالورد في البساتين اليانعة، وتصبح بالحب ذكرى جميلة يتغنى بها طول العمر …
وفيها قد تضيع أحلام وتتحقق أخرى، ولكن الحب الصافي النقي الأصيل يستمر ولا يضيع والأحلام هي فقط قد تتساقط كحبات المطر، وتشكلنا حسب الإمكانيات التي هي حولنا؛ فيختار الله لنا الأصلح والأكمل والأجمل منها إذا كان فعلًا الحب الذي يكمن في دواخلنا صادقًا وصافيًا ونقيًا…
فلا تتغير أحوالنا وتتبدل ويقل حبنا، وينقص من أول وهلة أو عارض لا نرغبه ولم نكن نتوقعه يعترض طريقنا في هذه الحياة، ويكون تعلقنا وحبنا في الله ولله أقوى وأقوى وأجمل …
فالحب أحبتي تستمر به الحياة ولن تتوقف بحلوها ومرها لا قدر الله مهما حصل فيها، وكان ويجب علينا أن نواكبها ونسايرها كي نستمر معها فمثلًا لا نتذمر أو نكتئب إذا صادفتنا بعض الأقدار أو المشاكل والظروف الصعبة في خضم حياتنا كفقد قريب او غالٍ مثلاً لا قدر الله أو مخاوف من انتشار أمراض وأوبئة أو عدم توفيق في الإنجاب او الزواج أو خسارة منصبٍ أو مال أو مرضٍ
وخلافه …
فعلينا أن نتعلم أن الحب في الله ولله يجعلنا أقوى وأقوى موقنين بما كتبه الله علينا من أقدار ومِحن وأوبئة وظروف صعبة وقدره لنا مؤمنين بأن الله ما أخذ منا شيئًا إلا وعوضنا عنه خيرًا كثيرًا …
فالدنيا أحبتي دار ابتلاء وصبر والله مع الصابرين والآخرة دار بقاء .. ولنعلم جميعًا، ونتيقن بأن هذه الدنيا لا تكتمل لأحدٍ مهما كان صاحب منصبٍ أو جاهٍ أو مالٍ أو سلطان …
ولكن .. علينا أن نملئ قلوبنا بمحبة الله وقوة الإيمان والرضا وحسن الظن؛ كي نفوز بخير الدنيا والآخرة على حدٍ سواء …
فهذا الحُب الذي نُريد ونُصر عليه …؟!
وكونوا دومًا وأبدًا ما حييتم على يقين .. ‏‏بأن لنا في اللهِ ظَنًا لا يَخيب .. فاللهم املئ قلوبنا بحبك وحب من يُحبك وأصلح فسادها وقوي إيمانها، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا وعافنا، واعفُ عنا بعفوك وكرمك وإحسانك، وابعد عنا الأمراض والأوبئة والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

د. سلمان حماد الغريبي

مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية للحرس الوطني بمكة- عضو جمعية دواء الخيرية

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الله يجمعنا دائماً على حب وخير وسلام …
    ويكفينا شر الامراض والاوبئة والفتن ما ظهر منها وما بطن

  2. الحمد لله حمدا كثيرا على ان من علينا بنعمة الامن والامان وجعلنا متحابين فيه …
    شكرا دكتور مقال جد راااااائع .

  3. ما شاء الله تبارك الله الله يديم المحبة بيننا يادكتور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى