وأنت تعيش في هذا الكون الفسيح، وتنعم بجمال الطبيعة وزينة الحياة وبهجتها.. لا شك بأنك تعرضت أو ستتعرض للكثير من المواقف والأحداث التي تكدر عليك صفو يومك أو تنغص عليك لحظات عمرك.. وهذه المنغصات تختلف في شدتها ونوعها ودرجة تأثيرها من شخص لآخر.. فإن عشت هذه المشاعر (ولابد) فلا تحسن وفادتها ولا تكرم ضيافتها، ولا تبنى لها قصرًا مشيدًا؛ لتسكنها فيه وتتردد عليها حوارًا وجدلًا ونقاشًا وتذكرًا واسترجاعًا وعتابًا؛ لتكبر مداها في خيالك وتوسع آفاقها في ذهنك.. لتعيش تفاصيلها المزعجة ومن صور هذه المنغصات أنك قد تُبتلى بعلل نفسية أو جسدية أو بصداقات مزيفة أو بعلاقات المصلحة أو بصحبة خادعة؛ فإن وجدت هذا أو ذاك فلا تقلق ولا تبتأس وابتسم؛ فهذا فقط جانب من جوانب الحياة وجانب من بعض علاقات البشر فلا تجزع ولا تفزع.. فالبعض يجعل خلاصة تجاربه من هذه المعاني المؤلمة أن يعمم تجاربه على محيطه؛ فتجده يختزل كل جميل في صورة محدودة في حياته.. ولم يعد لديه طاقة أو استعداد أن يكون صورة ذهنية في خياله عن جمال الحياة وما فيها.. أو أن يعيش تجارب لروابط ناجحة أو علاقات إنسانية جميلة.. لكل منا تجاربه الخاصة التي خاضها في خضم معركة البقاء سعيدًا متوافقًا في مسيرة الحياة.. فهذا طبيب يستمع لشكوى والد حضر مع طفلة للعيادة يشكو من كثرة حركة طفله ومشاكسته لأخوته، والطبيب ينظر للطفل ليتذكر ابنه الذي توفي في حادث سير قبل أسبوع!!!
كلنا لدينا نفس السعة بالحياة ونفس الفرصة؛ لنعيش الشعور الجميل بفرصة بقائنا حتى اللحظة.. فقط امنح نفسك الفرصة؛ لتمنحك الحياة ما فيها من جمال وجميل..
بقلم/ د. تركية سعيد ناصر
عضو الجمعية العلمية السعودية للإرشاد النفسي
0