“رواء” طبيبة تعمل في مستشفى وطني كبير بمدينة جدة، لهم عيادة في رابغ، عرضوا عليها أن تداوم لأسبوعين هناك، كنوع من المداورة بين العاملين، مع توفير السكن والمواصلات لها.
وافقت وأسرتها على العرض، فخدمة الوطن واجب على الجميع، لا فرق بين رجل وامرأة، ووفر أهلها لها سيارة للتنقل في رابغ، وللعودة عند الضرورة بحال لم يوافق جدول حركة الحافلة النقل من وإلى جدة جدول دوامها، وبالفعل، احتاجت يومًا للعودة مع أختها المرافقة، بنهاية دوام آخر الأسبوع.
موقف عصيب
وفي طريق المدينة، انفجرت عجلة سيارتها الجيب بمنطقة بعيدة عن أقرب محطة أو بلدة، ومن ستر الله أنها لم تفقد أعصابها، وتحكمت في عجلة القيادة، ومالت بالسيارة تدريجيًا إلى جانب الطريق دون أن تدوس الفرامل، كما تعلمت في مدرسة القيادة.
بعد التوقف لم تتردد بالاتصال برقم الطوارئ، 911، الذي تجاوب معها وطمأنها، وطلب منها الانتظار في السيارة حتى وصول الدورية. بعدها بدقائق اتصلت دورية، وأبلغتها بأنها في الطريق إلى محطة وقود لإحضار عامل بنشر مع أدواته، وبالفعل، لم تمر 20 دقيقة منذ الاتصال الأوَّل حتى وصلت الدورية مع عامل البنشر.
موقف شهم
تأكد الشرطي من سلامتها، وطلب منها البقاء مع أختها في السيارة وتولى عنها كل شيء، وبعد تركيب العجلة الاحتياطية نبهها إلى ضرورة مراجعة ورشة الشركة المصنعة لاستبدال العجلة، إذ بدا له أنها قديمة. ثم رافقت سيارته سيارتها حتى اطمئن عليها، وفي طريقها إلى جدة، اتصل عليها مركز العمليات للاطمئنان، وطلبوا منها التواصل معهم مجددًا إذا واجهت أي مشكلة.
تقول: “لحظة الخوف والحيرة لم أفكر إلا برجال الأمن. اتصلت بهم قبل أهلي وكلي يقين وثقة فلم يخيبوا ظني. كانوا على تواصل وقت الانتظار وبعد حل المشكلة، وكان رجل الأمن عنوانًا للأمن والأمان، وجدته أخًا شهمًا حنونًا وكريمًا. بل كاد يعطيني العجلة الاحتياطية بسيارته عندما تعسر إخراج عجلتي، ولحسن الحظ، تمكنا في نهاية المطاف من إخراجها.”
دعوة أم
تعلق والدتها “اتصلت لأطمئن على ابنتي الطبيبة العائدة مع أختها من عملها برابغ؛ لتشاركنا إجازة الأسبوع. أطلعتني على ما جرى وطمأنتنا على قرب وصول دورية أمن الطرق. تابعت قلوبنا مواقف جند الله، ودعونا المولى أن يرزقنا يوم الحساب شهادة لولاة أمرنا ولهم، فنحن شهود الله في أرضه وهم رعاة خلقه.”
وأضافت “تمنيت لو تواصلت مع أمهات رجال الأمن لأخبرهن بمواقف أبنائهن مع بناتي، ولأشكرهن على حسن التربية وأهنئهن على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. اختارهم الله لخدمة خلقه، والخلق عيال الله، فكانوا عند حسن ظن ولاة الأمر وظننا. اللهم احفظهم لأهليهم ولوطنهم ولمواطنيهم.لا حرمناهم”.
تَجاوِب المغردين
وعدتها أن أنقل الرسالة عبر حسابي في تويتر، وأن أدعو كل من قرأها أن يشاركنا الدعاء معها، ولكل من مر عليه موقف مماثل أن يشاركنا بنشره. فبلاد الحرمين تستحق هؤلاء الأبطال ويستاهلون منا التقدير والامتنان. بارك الله في آبائهم وأمهاتهم. في كل من درسهم وعلمهم ووجههم.هم عنوان لنا ونبت لبستان الوطن. حفظهم الله وحماهم وكثر من أمثالهم.
تَجاوَب المغردون مع القصة، وروى الكثير منهم قصصًا مشابهة، وذكروا بإشادات الحجاج والمعتمرين بشهامة وأخلاق رجال الأمن. تقول نور سلطان: “أنا أيضًا صاري لي موقف، كنت في منطقة ما فيها محطات لـ500 كيلو قدام والبنزين بيخلص فكرت أتصل بس قابلت أمن الطرق بالصدفة، وقلت له وقال الحقيني ولحقته الين وصلوني لمحطة غريبة في صحراء وعبيت وخبرني إذا يبي يوصلني لطريقي الأساسي قلت: لا شكرًا، الله يسعدهم كل ما أشوف أمن الطرق أبتسم.” وتذكرت أنا أيضًا موقفًا حصل معي، ومن ذلك أنني خلال سنة حظر كورونا لم أستطع الوصول إلى المطار خلال الساعة المتاحة في “توكلنا” لاستقبال قريبة تم إخلاؤها من ماليزيا. فتبرع شهم من شهامى الشرطة بأن يتقدم بسيارته سيارتي، معرفًا كل نقاط التفتيش بظرفي، حتى أوصلني إلى مدخل المطار.
حصن سلمان
وردت مغردات على من استنكر قيادة المرأة لسيارتها بدون محرم في طريق سفر، فقالت خلود الكندي: لأنها توقن أنها في حصن حصين، عليه جنود سلمان، وأضافت “هذا عشمنا في أبطال الأمن رجال الداخلية. فأنا أسوق أيضًا وأشعر بالأمن والأمان بوجودهم. الله يخليهم لنا ولا يحرمنا منهم ويعز من عزنا ولاة أمرنا”. وعلقت ريم فالح “الله تعالى أعلم بحالها وسبب سفرها، وليس لكل امرأة عائل فكثيرات يتحملن مسؤولية تفوق التوقعات وتخوض مضمار الحياة دون مساندة، والحمد لله أن لنا بأرضنا إخوة ورجال أمن وأمان يحيطنا، وهم أهل وسند بفضل الله تعالى وبفضل قادتنا، نعمة الإسلام وكرم أخلاقنا محور يجعلنا أمانة بأعناقهم.”
باختصار، هذه هي السعودية، وهذه هي تربية أهلنا وولاة أمرنا، وهؤلاء هم جنود سلمان، رجال الداخلية. لا حرمناهم.
الله نسأل ان يجعل بلاد الحرمين ارض امن وامان وطمأنينة وسلام