بعد وقوع ثالث جريمة قتل داخل الحرم التعليمي في مدرسة بشرورة، وقبلها بالرياض وجدة، وخلال مدة زمنية قصيرة، وللأسف الشديد الجناة والمجني عليهم طلاب في عمر الزهور، وكان التنمر في المدارس بداية الشرارة لتلك الجرائم.
كذلك بعد أن كشفت وسائل الإعلام الأمريكية قبل عدة أيام قليلة، أن دوافع المهاجم الذي قتل 19 طفلا في مدرسة إبتدائية في تكساس سببها التنمر، وأنه عانى من التنمر في المدرسة الثانوية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وأثناء ممارسته ألعاب الفيديو بسبب مشاكل في النطق ولكنته، كان سلفادور راموس المراهق في 18 من عمره، منفذ إطلاق النار الجماعي على المدرسة الإبتدائية في تكساس يتعرض بشكل مستمر في طفولته للتنمر من قبل زملائه في الفصل بسبب فقر عائلته.
وفي مقابلة مع موقع “دايلي ميل” الإخباري، قالت أدريانا رييس والدة المعتدي إن “ابنها كان منطوياً وليس لديه الكثير من الأصدقاء”.
وأوضح صديق راموس أنه كثيراً ما كان يتعرض للسخرية من قبل الآخرين، بسبب ملابسه والوضع المالي لأسرته، ولم يكن أحد يهتم لأمره في الفصل، لذلك كان يعزف عن الذهاب إلى المدرسة، وتركها تدريجياً، وقال أحد الجيران أن راموس قد ارتكب الحادث لأنه كان غاضبًا من إخفاقه في التخرج من المدرسة الثانوية هذا الأسبوع، بحسب صحيفة News Week، وأوضح إدواردو ترينيداد، الذي زعم أيضًا أنه صديق للعائلة أن سلفادور، قد بدأ مجزرته بإطلاق النار على جدته، وزعم أن شجارًا نشب بينهما بسبب عدم نجاحه الأكاديمي.
ووفقاً لموقع المملكة الأردنية تحت الموضوع الموسوم بـ: التنمّر المدرسي قتل مصطفى، حيث أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن “نصف المراهقين في العالم يعانون من عنف الأقران في المدرسة أو في محيطها”.
ومن هذا المنطلق، ومن دافع وقائي وتوعوي وعلاجي للتنمر المدرسي، فكرت في التطرق لموضوع التنمر في المدارس، وماهيته وأسبابه وطرق علاجه، ومما دفعني للكتابة عنه اليوم، أهميته وأثاره السلبية الواقعة على المتنمر عليهم.
يُعرّف التنمر المدرسي على أنّه حالة يتعرّض فيها الطفل أو الطالب لمحاولات متكررة من الضرب أو الهجوم الجسدي واللفظي من قبل طفل أو طالبٍ آخر أو مجموعة من الطلاب، وعادةً ما تحدث هذهِ الظاهرة بين شخصٍ قوي يُهاجم شخص أضعف منه من الناحية البدنيّة، أو النفسيّة، أو كليهما، وهذا الهجوم يترك الكثير من العواقب النفسيّة السلبيّة بعيدة المدى لكلا الجانبين أي الضحيّة والمعتدي.
ويعتبر التنمر بين الاطفال سلوكاً غير طبيعي، وينتج عن خلل من قبل المسبب الرئيسي له وهو الأبوين، وإليكم أسباب وعوامل اكتساب الطفل للسلوك العدائي وهي: الإهمال، التربية الخاطئة، قلة ثقة الطفل بنفسه، العنف الأسري، الغيرة، الغرور، الألعاب الإلكترونية العنيفة.
أما عن طرق علاج التنمر المدرسي فتعتبر تربية الأطفال تربيةً سليمة بعيدة عن العُنف، ومُراقبة الأبناء، وسلوكيّاتهم منذ الصِّغر، وبناء علاقة صداقة بين الأبناء، وآبائهم، وإيجاد جوّ عائليّ دافئ يجمع بينهم، ووضع حلول لمُعالجة التنمُّر والقضاء عليه من قِبَل المدرسة، ومُعاقَبة كلّ من يسلك هذا التصرُّف.
كما يمكن التصدي للتنمّر والعنف المدرسي، من خلال البرامج الوقائية التي تعنى ببناء شخصية الطلبة والحد من احتمالية ممارستهم لسلوكيات عنيفة، كما أن العمل على التوسع في تعيين الأخصائيين الاجتماعيين، سيؤدي بإذن الله إلى انخفاض نسب التنمر في المدارس، فالأخصائي الاجتماعي يبدأ بالتعامل مع شكاوى التنمّر بتنظيم جلسات منفردة مع الطالب المتنمّر، تتضمن تمارين استرخاء لتهدئة أعصاب الطالب؛ إذ غالباً ما يعاني المتنمّرون من التوتر والغضب، وكذلك ضحية التنمّر يحتاج أيضاً إلى جلسات علاج، إذ يولّد تعرضه المستمر للتنمّر الشعور بالخوف وضعف الشخصية.