وقفت أمامي عجوز أمية (تُحاسب أغراضها) من أحد المتاجر الكبرى للتموين الغذائي، وكانت كلما وضع المحاسب قارئة الباركود وظهرت النغمة تقول السيدة العجوز للكاشير: هاه يا ولدي بشّر ! بكم هذي بعد؟!
ثم تقول: لا لا، رجعها..
استمرت هكذا العجوز، وهي تسأل عن السعر وتطلب إرجاع بعض الأغراض إلى أن أعادت قرابة ربع العربة أو أكثر !
تلفتت العجوز يمنة ويسرة وقالت: (نرجع نحرث البلاد أحسن) ثم أطلقت تنهيدة من أعماق صدرها وقالت: الله ينصرنا عليكم وبس ! الله ينصرنا عليكم وبس !
أثناء حديثها مع الكاشير، كنت أسترق النظر لكي أرى ما هي الأغراض التي أعادتها، وإذا بها والله أغراض أساسية للمنزل مثل: الزيت، والحليب، والمعلبات والبيض! وجميعها منتجات محلية فيما أعلم.
هذا الموقف آلمني والله كثيرًا، وجعلني أفكر في آلاف المسنات وغير المسنات بل الأسر التي لديها أطفال وعوائدها المالية ضعيفة !
تابعنا في وسائل الإعلام (ومنها قنواتنا الإعلامية الرسمية) الكثير من الطرح حول قفزة الأسعار بشكلٍ لم يسبق له مثيل في الماضي، وكان الإعلاميون والضيوف يتحدثون عن الأسباب والأضرار والنتائج و…و…. وكلما جاء دور الجهة المعنية في الرد وهي وزارة التجارة يكرر المذيعون هذه العبارة (وقد حاولنا التواصل مع ممثلي وزارة التجارة ولم نجد التجاوب)!!
أتمنى إذا فيه أحد في الرياض يخدمنا ويمر بجوار وزارة التجارة ويضرب (بوري) أو ينزل ( يدق الجرس ) يتأكد هل فيه أحد موجود (حتى لا نظلمهم) !
يا وزارة التجارة (مع ميلي إلى حذف التاء المربوطة)
مساكم الله بالخير !
اطلعوا وضحوا !!
أظهروا برروا !!
اقنعوا الناس بما يحدث أو اعتذروا على الأقل عن عدم ردكم !!
القيادة الرشيدة وفقها الله وضعت كامل ثقتها فيكم:
لكي تخدموا المواطن والمقيم.
لكي تراقبوا الأسعار.
لكي تضربوا بيد من حديد التجار الذين أكلوا الأخضر واليابس.
لكي تحافظوا على التوازن الاقتصادي داخل الأسر.
لماذا بعض شركات الحليب ومشتقاته تبيعه في الخارج بسعر أقل من داخل البلاد؟
لماذا بعض الدول المجاورة لم ترفع أسعار منتجاتنا التي تصدرها لهم؟
ما هي المبررات المنطقية التي جعلت الأسعار تقفز بشكل موجع لجيب المواطن؟!
تساؤلات غامضة والأكثر غموضًا هو صمت وزارة التجارة !
————————
أكاديمي جامعي