بداية أود أن أطرح عدة أسئلة مهمة:
هل يوجد في بيتكم كفيف؟.. هل سبق وأن التقيتِ بكفيفة في أي مناسبة؟
هل صادفت مراجع كفيف في إحدى الدوائر الحكومية وأردت تقديم خدمة له؟
مستعينًا بالله ومتوكلًا عليه أحاول في هذه المقالة البسيطة تقديم بعض النصائح والإرشادات في كيفية التعامل مع فاقدي البصر: وقد اخترت لمقالتي عنوانًا هو في بيتنا كفيف...لاعتقادي أنه من خلال معرفة الطريقة المُثلى للتعامل الأسرة مع الطفل الكفيف نستطيع التعامل مع بقية المكفوفين بالشكل الصحيح. الكفيف مثل أي شخص؛ لذا يجب أن يعامل كأي شخص بشكل طبيعي وبدون افتعال؛ لأن إظهار العطف الزائد والشفقة، تشعره بالعجز.
فعندما تصادف كفيفًا، فلا بد من تحيّته ومصافحته بدلًا من الابتسامة وعند توجيه الحديث له ناده باسمه حتى يعرف أن الحديث موجّه إليه، وخصوصًا عندما يكون ضمن مجموعة، ولا ترفع صوتك عند الحديث معه فهو أعمى وليس ضعيف سمع، ولأسرة الكفيف أقول: علموا الطفل الكفيف بالحواس الأخرى، كالأصوات والروائح والمذاقات المختلفة، علموه تناسق الألوان بمسمياتها، اجعلوه يعبر عن نفسه بالكلام وبالتسجيل الصوتي كما لو كانت مذكرات، وتعلموا التقنيات الحديثة في تعليم المكفوفين، والتي فاقت مجرد طريقة برايل للكتابة فحسب إلى عدة تطبيقات وتقنيات لا حصر لها، يجب تهيئة المنزل بشكل يستطيع الكفيف التحرك فيه بحرية فلا تتركوا الأبواب نصف مفتوحة أو أبواب الخزانات وغير ذلك، ولا تغيروا أماكن الأثاث دون تنبيهه لذلك فهو يحفظ الأماكن والخطوات، أرجوكم علموا الطفل الكفيف كيف يأكل وحده حتى يستطيع تناول الطعام في الأماكن العامة وأمام الآخرين، مع الحرص على ذكر نوعية الطعام والشراب وهكذا، عزيزي القارئ عندما ترافق كفيفًا لا تسرع، وإنما كن قبله بخطوة واحدة فقط وانتبه للسلالم والأرصفة والممرات وغير ذلك يمكنك أن ترشده بالكلام أو بمسكة يد تتفقان عليها عند وجود عائق، إذا كنت قد أنهيت حديثك معه وأردت مغادرة المكان؛ فعليك إخباره فمن المحرج له أن يتحدّث إليك وهو يظن أنك ما تزال موجودًا، ويكتشف بعد ذلك أنه يحدّث نفسه.
يا أهل الكفيف ومحبيه لا تغرقوه بالمساعدات خصوصًا في الحالات التي يمكنه القيام فيها بالعمل بمفرده، لأنكم بذلك تجعلون منه شخصًا عاجزًا عن القيام بأبسط الأفعال، ومع مرور الزمن، لن يستطيع الاعتماد على نفسه أبدًا وسيتكل على الآخرين بشكل تام.
وإذا قام الكفيف بأداء عمل بسيط معتمدًا على نفسه، فاحذروا أن تنظروا إليه باستغراب وكأنه عمل معجزة، ولا تقولوا له: «هل فعلت ذلك وحدك بدون مساعدة؟».
عند تواجدك في مكان ما معه اشرح له ما يوجد حوله حتى تتكوّن لديه فكرة عما يحيط به تفاديًا لما قد يوقعه إذا تحرّك بدون أن يكون على علم بما حوله. فقد يصطدم بأشياء لم يكن على علم مسبق بموقعها، وكذلك فإن الأشياء المعلّقة والبارزة على مستوى رأسه قد تكون خطيرة إذا لم يعلم بوجودها.
عند توصيل الكفيف إلى سيارة ما فلا تفتح له الباب، فإنك إن فعلت ذلك تعرّضه لخطر الاصطدام بحافة الباب. لذا، يكفي أن تضع يده على مقبض باب السيارة، وهو يقوم بالباقي… هذا ما تيسر إيراده وأسأل الله أن ينفع به وأن تصل الرسالة إلى المجتمع الذي يجب أن ترفع لديه “ثقافة التعامل” مع الكفيف في شتى مجالات الحياة.
2 Comments