خلق الله الناس باختلاف ألسنتهم وألوانهم، وجعل ذلك آية من آياته، وجعل الإنسانية واحترامها سببًا للحياة السعيدة الآمنة المطمئنة.
لقد جاءت الأديان كلها بالدعوة إلى احترام الأديان كلها؛ لأنها هي التي أرست قواعد السلام والاستقرار.
ومن الأديان بل أعظمها وآخرها الإسلام الذي جعله المولى رحمة للعالمين، وأرسل نبيه محمدًا عليه الصلاة والسلام؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
والمسلمون عاشوا مع غيرهم في العالم دون ضرر ولا ضرار، ووصل الأمر إليهم أن المسلمين آمنوا غيرهم في ديارهم امتثالًا لقول الله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) (التوبة: 6)
الشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى من سماحة الإسلام ورحمته بين الناس، من هنا يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ).
إن استعمال الرسول -صلى الله عليه وسلم- كلمة (الناس)؛ لتشمل الكلمة على الناس جميعًا دون النظر إلى اللون والانتماء، كبيرهم وصغيرهم فقيرهم وغنيهم، مسلمهم وغيرهم.
ولكننا فوجئنا بتصريحات مسؤول هندي في الحزب الحاكم بالإساءة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هو من جاء خاتم الأنبياء والمرسلين.
ونتذكَّر أن الإنسانية واحترامها احترام الأديان والثقافات التي هي تتعدد بين الطبقات والمجتمعات، وأن الإساءة إليها جريمة من الجرائم التي تدعو إلى النزاعات والخلافات بين بني البشر.
وعلى هذا نندد ونستنكر تلك التصريحات المسيئة إلى الإسلام، ونوجه رسالة واضحة إلى حكومة الهند مطالبين منها اتخاذ إجراءات رادعة ضد هذا الذي يمثل الحزب الحاكم؛ ليبقى عبرة وموعظة لمن بعده.
——————————————
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا