للدناءة اليوم صورٌ كثيرة، منها أن نضرب بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عُرضَ الحائط، ونضرب معه عرض أكبر حائط أيضًا ما تبقى من رجولة وشهامة ورثناها من زمن جيل الطيبين الذي حتى الانتماء إليه أصبح جريمة عند بعض المتفيهقين. قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ ثُمَّ الْتَفَتَ فهيَ أَمَانَةٌ) هذا في المجالس، وفي معناها: الهواتف الجوالة اليوم. فيكفي الأحرار أن يفهموا أن هذه الالتفاتة تعني: أن هذا الحديث خاصٌ، وليس للنشر.. لكن العبيد لا يفهمون الإشارة.
فما معنى أن تتصل على شخص وتفهمه أن حديثك معه خاصٌ، ثم تكتشف أنه وَضَعك على مكبر الصوت (الإسبيكر) كما يُقال ومن تخشى أن يصله كلامُك تجده جالسًا بجواره بعد أن أعطاك الأمان؟
وما معنى أن تثق بشخص وتفضفض له كعادة العرب:
ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذي مُروءَةٍ*** يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع
ثم تصعق إذا علمت أنه سجَّل كلامَك كُلَّه ولا تعلمُ لماذا؟
وما معنى أن يقوم بعض دنيئي الأخلاق بتصوير الشاشة لكل محادثة والاحتفاظ بها للزمن كدليل في زعمهم؟ دليل على ماذا؟! فساد النوايا ليس له دواء.
هل هذه حياة تستحق الحياة؟
متى يأمنُ الإنسان على حياته؟
كان يقول الناس فيما مضى إذا أرادوا وصف أخلاقِ شخصٍ: فلانٌ أخلاقُه أخلاقُ (حريم)؛ فإذا ببعض النساء لديها من الأخلاق الكريمة ما ليس لدى بعض أشباه الرجال..
إلى اللقاء..
0