في ظل ما قامت به الوزارة مشكورة من تقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول، وما رأته من تغيير إيجابي من إجازات مطولة في كل فصل دراسي، بدأت تظهر ثقافة الغياب -وأعتذر على تسميتها ثقافة-، فلعل من نافلة القول “تسمية الغياب ثقافة”؛ لأنها ستكون ثقافة سلبية إن لم نتدارك الأمر، وستنعكس سلبًا على الإنسان نفسه وعلى الآخرين.
ولعل مما دفعني للحديث حول هذا الجانب أنه في أحد الأيام الدراسية التي تسبق الإجازات المطولة، وعند خروج ابني من المدرسة سألته كعادتي – وليتني لم أسأله – كيف كان يومك الدراسي يابني؟ فأجابني وهو منزعج لم يحضر إلا القليل، فقلت له مشجعًا: بحضورك قد ازددتَ علمًا وحضرتَ درسًا ورُزقتَ أجرًا وتفوقتَ دراسيًا، ثم قلت في نفسي بعد ذلك هل سيكون قبل كل إجازة مطولة غياب جماعي؟
الغياب وما أدراكم ما الغياب؟
الغياب يؤثر على مستوى الطالب الدراسي، وعلى سير الخطة التعليمية، وكذلك يمتد أثره مستقبلًا على الطالب.
فأين أولياء الأمور في رفع همة أبنائهم، وأين هم من تثقيف الأبناء في بيان أثر الغياب، وأين التربية في تحمل المسؤولية.
وكثير ولله الحمد من أولياء الأمور لديهم همٌّ في تربية أبنائهم، فلنُوجه أيها الآباء بعضًا من الهمِّ في تربية الأبناء في بيان أثر سلبية الغياب، وبيان ضرره المستقبلي على مستوى التحصيل الدراسي العلمي، وتعزيز جانب تحمل المسؤولية لديهم.
وختامًا هل سيكون قبل وبعد كل إجازة مطولة غياب جماعي، هل سيتربى أبناؤنا على تلكم الثقافة؟ هل سيخلق لديهم التعوَّد على الإهمال واللامبالاة في حياتهم المستقبلية؟
فلنتدارك الأمر قبل أن تنتشر هذه الثقافة وبئست الثقافة، لما تحمل في طياتها من أثر سلبي مستقبلي تربوي عملي.
ولنتكاتف سويًا لنلغي الثقافة السلبية، ونحل محلها الثقافة الإيجابية.