قال صاحبي: متى يجد الكاتب نفسه عاجزًا عن الكتابة، كيف يطوَّع كلماته، ويقنع قلمه ليصوغ الأحرف، ويرسمها، ويخرجها لوحة متناسقة تجذب القارئ، وتليق بمن كتب عنه؟
تلقيت هدية فاخرة من الزميلة العزيزة في صحيفة مكة الإلكترونية الدكتورة سونيا أحمد مالكي، منتجها الفكري “عنواننا وطن”، وهو عنوان يتجاوز موسيقى الكلمة وعذوبتها إلى عُمق الشعور والإحساس بأن وطننا هو عنواننا ومظلتنا، ولا شك لدي أن المؤلفة وقفت حائرة في قطف الكلمة المناسبة واللائقة بالوطن، فعندما تكتب عن عظيم، تتدافع الكلمات كل كلمة تقدم أختها، خوفًا ألا تفيه ما يستحقه من عبارات الحب والولاء، والانتماء والفخر.
عنواننا وطن: باقة مقالاته يعبر بصدق عما تكنه نفوس أبناء الوطن من مشاعر وأحاسيس تجاه وطنهم الذي تخطى حاجز الزمان وحجز له مقعدًا بين العشرين الكبار، ولأن الأمم العظيمة لا تنتظر المستقبل، ولا تهابه، بل تصنعه، فقد سعت روية السعودية 2030 من خلال مرتكزاتها الثلاثة وبرامجها المتنوعة لحجز المكانة اللائقة بوطننا بين الأمم، وأصبح القاصي والداني يشهد كل يوم تحولًا جديدًا في السعودية التي تحولت لورشة عمل كبير في المجالات كافة، وأضحت الرياض قبلة لمن ينشد السلام، فخبرتها كبيرة في جمع الفرقاء وإصلاح ذات البين، فضلًا عن تبوؤها أحد المراكز الثلاثة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانة للإنسان في كل مكان.
عنواننا وطن: اشتمل على سبع محطات، كل محطة منها لها رونقها ونكهتها الخاصة، كانت أولها ذكرى البيعة التي نتوقف فيها كثيرًا عند العطاء والمنجزات، والمحبة والولاء، لملك نحبه، وولي عهد نجله، وفي المحطة الثانية نتوقف فيها عند يومنا الوطني، وطن المجد والهمة والقمة، نستذكر فيه كيف كان الوطن، وكيف تحول لواحة غناء، وأضحى درة الأوطان، وتاج البلدان.
عنوانا وطن: يتوقف بنا في محطته الثالثة عند مؤسس الكيان، ومهندس البنيان، الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- الذي حظي بإعجاب معاصريه، ومحبة شعبه وانبهارهم بشخصيته التي لم تقتصر على الكفاح وملحمة التوحيد، بل شملت جوانب إنسانية، لم يغفلها الكتاب والمؤرخون من مختلف الجنسيات، بالإضافة لسجاياه الشخصية من الكرم والحلم والشجاعة والحكمة.
عنواننا وطن: مملكة الإنسانية وجهود السعودية الإغاثية كانت هي المحطة الرابعة، فبشهادة الأمم المتحدة وغيرها احتلت السعودية المرتبة الثالثة في تقديم المساعدات، وشهدت المحطة الخامسة تمكين وتكريم المرأة السعودية، وخصصت المحطة السادسة للحراك السياسي السعودي وتأثيراته الإقليمية والدولية، ومسك الختام كانت عند المحطة السابعة التي توقفت فيها الكاتبة عند الحلم السعودي الذي تحول لحقيقة ما ثلة للعيان.
قلت لصاحبي:
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن.