تنويه مجلس الوزراء الموقر، في جلسته التي عقدها برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بتاريخ 8 ذي القعدة 1443هـ الموافق 7 يونيو 2022م، بإطلاق مبادرة “طريق مكة” في عددٍ من الدول؛ بهدف استقبال حجاج بيت الله الحرام وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر، يؤكّد ما توليه قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – من حرص على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، والوصول بها إلى أعلى مستوى، تحقيقًا لمُستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تُجند المملكة كل طاقاتها البشرية والفنية من أجل تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام خلال مواسم الحج، تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – ولتحظى هذه المبادرة الطموحة بإشراف شخصي من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، الذي يؤكِّد دائمًا على ضرورة تضافر الجهود لخدمة ضيوف الرحمن، ممّا أسهم في سرعة تحقيق أهداف هذه المبادرة، والتي تجلّت في ما تلقاه من اهتمام متزايد من الدول الإسلامية، التي أبدت رغبتها في الانضمام لها والاستفادة من مميزاتها، ومن التسهيلات التي وفرتها خلال الأعوام الماضية.
مبادرة “طريق مكة” التي فعّلتها وزارة الداخلية في هذا العام 1443هـ، بإشراف مباشر ومتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وتوسعت “الوزارة” فيها لتشمل 5 دول هي: (الباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، والمغرب، وبنغلاديش)، تُعدُّ ضمن مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد أهم برامج رؤية المملكة 2030، وقد أطلقت تجريبيًا في العام 1438هـ، واستفاد من المبادرة في العامين الأولين لها: (1438 – 1439هـ)، حجاج دولتي ماليزيا وإندونيسيا، وفي العام 1440هـ، انضمت للمبادرة كل من الباكستان وبنغلاديش وتونس، وتقوم وزارة الداخلية بتنفيذها بالتعاون مع عدّة جهات شريكة فيها، منها وزارات: (الخارجية، والحج والعمرة، والصحة)؛ بالإضافة إلى: (الهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات، وشركة علم)، وغيرها من جهات متعاونة، ومنها مركز المعلومات الوطني، الذي تعكف فرقه التقنية في دول المبادرة على التجهيز التقني والفني لمحطات إنهاء إجراءات الحجاج المشمولين بالمبادرة، وتقديم الدعم الفني والتقني للجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ إجراءات الدخول إلى المملكة في مطارات الدول المشمولة بالمبادرة، من خلال العديد من محطات العمل الثابتة والمتحركة، مع توفير الأنظمة التقنية اللازمة لعمل هذه المحطات بشكل مباشر من هذه الدول، بما ينسجم مع حرص المملكة العربية السعودية على تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وتسهيل أداء مناسك حجهم، هذا بالإضافة إلى وضع خطة تقنية وتشغيلية لتنفيذ هذه المبادرة الخاصّة بخدمة أكثر من 225 ألف حاج، يفدون للأراضي المقدسة من مطارات الدول الخمس المشمولة بها، عبر مطاري الملك عبد العزيز الدولي بجدة، والأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومن خلال صالات مخصصة لاستقبال الحجاج القادمين من الدول المستفيدة من هذه المبادرة، وتوفر الإمكانات التي تساعد على انسيابية مرورهم، وفق معايير خدمية عالية وتطبيق شامل لجميع الأنظمة التقنية تسهيلًا للإجراءات، الأمر الذي أسهم في تعزيز تيسير إجراءات الدخول بشكل كبير وملحوظ، إلى جانب تفعيل أدوار القطاعات المختصة وذات العلاقة بها، وتحقيق الإجراءات السريعة والمتقنة لتقليل أوقات انتظار الحجاج لإتمام إجراءاتهم، بالإضافة إلى جدولة الرحلات المخصصة للمبادرة، والعمل على توزيع أوقات الرحلات على أيام عمل المبادرة لخدمة ضيوف الرحمن على نحو أفصل.
هذه المبادرة التي انطلقت بعدّة شعارات منها: “الطريق إلى مكة ممهد ومُيسّر”، و”بحب وعطاء تنوّعت أشكاله”، و”سرعة وإنجاز لخدمة ضيوف الرحمن”، تهدف لتيسير رحلة حجاج بيت الله الحرام، من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم، وبالتالي الدخول إلى السعودية كأي رحلة داخلية، ونقل أمتعة الحجاج إلى أماكن سكنهم. كما تهدف المبادرة للوصول إلى “الحج الذكي”، من خلال مسار إلكتروني موحّد، بدءًا من استقبال ضيوف الرحمن وإصدار التأشيرات إلكترونيًا وأخذ الخصائص الحيوية، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك في مطارات بلاد المغادرة بكل سهولة ويسر، بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في السعودية، وعند وصول الحجاج لمنافذ القدوم في المملكة، لن يمروا بإجراءات الدخول التي أجروها مسبقًا، إذ ينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المُعدّة لسكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
وقد تملك الجميع شعور بالغبطة والسرور وهم يتلقون خبر مغادرة أولى طلائع ضيوف الرحمن من المستفيدين من مبادرة “طريق مكة” من جمهورية إندونيسيا بتاريخ 9 ذي القعدة 1443هـ الموافق 8 يونيو 2022م، متجهة إلى السعودية؛ وذلك عبر صالة المبادرة في مطار “سكارنوا هاتا” الدولي في جاكرتا، وكذلك وصول طلائع ضيوف الرحمن المستفيدين من المبادرة من جمهورية الباكستان، إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، بتاريخ 10 ذي القعدة 1443هـ الموافق 9 يونيو 2022م، عبر صالة المبادرة في مطار إسلام آباد الدولي؛ حيث كان في استقبالهم عدد من ممثلي الجهات المتعاونة والشريكة في هذه المبادرة.
ختامًا.. أسأل الله العلي القدير، أن يوفق قيادتنا الرشيدة لتقديم المزيد من المشروعات والتسهيلات لضيوف الرحمن، وأن يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره ونمائه وازدهاره، إنه ولي ذلك والقادر عليه…
* أستاذ مُشارك الهندسة البيئية والمياه بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى.