تتكاتف الجهود وتتوحد الأهداف لتصب في خدمة ضيوف الرحمن، وفي هذا السياق تنطلق سنويا عدة مبادرات لتطوير الخدمات؛ تسهيلا على قاصدي البيت المعمور لآداء نسكهم بكل سلاسة ويسرٍ؛ كسرا للإجراءات المعتادة التي تعترض طريق الرحلة قبل أو بعد الوصول، واختصارا للجهد والوقت؛ مراعاةً للظروف الإنسانية لمن يتقدم به العمر، تقديراً لما ينالهم من وعثاء السفر ومتاعب التنقل وبعد المسافات!!
تأتي تلك المبادرات استحضار لحال تلك الوفود التي طالما أرهقتها طوابير الانتظار أو بروتوكولات الإجراءات الرسمية، ومن ثم التفكير في رسم الخطط وابتكار البرامج التي من شأنها زرع الابتسامة على محياهم!
إنها تنطلق من إنسانية يتنامى فيها حب الخير؛ إيثاراً وتضحية، مهما كان الثمن؛ تعباً أو بذل أموالٍ طائلة، لتكون النتيجة طريقا ممهدا، مفروشا بالورد، معطرا بالود، مفعما بروح طيبة، ترى أن ما يقدم شرفاً وواجبا دينيا تفرضه المسؤولية التي أخذتها الدولة على عاتقها لرعاية الحرمين وخدمة قاصديها!!
نعم، لقد اطلقت وزارة الداخلية منذ العام 2017م مبادرة طريق الحرمين كأحد برامج رؤية السعودية 2030 بالتعاون مع عدة جهات ممثلة في وزارة الخارجية والحج والعمرة والصحة والزكاة والجمارك والطيران المدني وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن و شركة علم والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي(سدايا) في منظومة متكاملة بهدف إنهاء إجراءات سفر الحجاج القادمين للمملكة من خلال مطارات المغادرة في بلدانهم إذ يجري فيها التحقق من اشتراطات ومواصفات السفر الصحية أو النظامية من جوازات وخلافها إلى إصدار التأشيرات الإلكترونية وترميز وفرز الأمتعة إلى لحظة صعود الطائرة، ومن ثم استقبالهم عند وصولهم للمملكة في صالة خاصة بالمبادرة- كأي رحلة داخلية- ونقلهم لمقار إقامتهم دون الحاجة للانتظار في المطار، إذ تأتي المبادرة في إطار الرقمنة الحكومية لمسار الحج الإلكتروني، لتوحيد الإجراءات تيسيرا على الحجاج والمعتمرين لآداء مناسكهم دون تعقيد أو تشتيت بين عدة جهات أو نواحي مختلفة.. إنها مملكة الإنسانية التي ترعى مصالح المسلمين أينما كانوا لتشاطرهم الرفاهية وتحفهم بسكينة الحرم الأمين!
