الإزدحامات والإختناقات المرورية معضلةً تعاني منها كبرى مدن العالم، وأصبح ذلك الواقع هاجساً مؤرقاً لتلك المجتمعات تتفاقم خلفه كثيرٌ من المشكلات ، وأصبح يمثل معها الوضع تحدياً متنامياً يهدد سلامة و أمان تلك المجتمعات و ينذر بمزيدٍ من التعقيدات الأمنية والإجتماعية .
و تلك المشكلة تعتمد في فهمها و محاولة إيجاد الحلول لها على ثقافة تلك المجتمعات الواقعة تحت رحمة تلك الإختناقات ، وكلما زاد وعيها إزداد قربها من التعايش الأمثل وتبلورت معها الحلول الواقعية ، لذلك نجد أن مواجهة عبء تلك الإختناقات والإزدحامات المرورية يقع على كاهل إدارات وشرط المرور دون أدنى مشاركة مسؤولة من الجهات ذات الأنشطة المفاقمة لتلك الإختناقات أو المؤثرة في زوالها ، ففي مجتمعنا هذا كثيرٌ من الجهات العامة و الخاصة بكافة مجالاتها و أنشطتها ما يمكّنها من أن تلعب دوراً مؤثراً ومنسقاً في الحد من هذه الإختناقات المرورية تحت بوتقة تنظيمية تتناغم في تنسيق الجهود وضبط الآليات ، وأنه لا يمكن مواجهة تلك التحديات المرورية عبر جهود وسيطرة إدارات المرور دون التكاتف المسؤول من الجميع دون استثناء، أن تبقى نظرة الحل مجتمعية شمولية ذات أبعادٍ وطنية صادقة.