المقالات

“بايدن” أدرك مكانة السعودية العالمية

يبدو أن الرئيس الأمريكي “بايدن” لم تكن لديه المعلومة الدقيقة عن السعودية العُظمى قبل وعند استلامه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه أدرك تمامًا المكانة السياسية والاقتصادية للسعودية تزامنًا مع المنعطف السياسي الذي يتعرض له العالم بأسره والحرب القائمة بين أوكرانيا وروسيا. فالحروب غيَّرت بعض الأنظمة العالمية وهذا ما يقلق بايدن وحكومته، ومثلما يحرص الرئيس الأمريكي على مكانته أمام حزبه ومصلحة بلاده أيضًا كل شعوب الأرض تحرص وبشدة على مصالحها، وقد عبر عن ذلك سمو ولي العهد في مقابلة مع صحيفة “أتلانتيك” عندما قال ردًّا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنّ الرئيس الأميركيّ لم يفهمه، وكيف يمكن إيصال وجهة نظره: “بصراحة لا يهمّني أن يفهمني أو لا يفهمني، فما يعني أيّ رئيس هو خدمة مصالح بلده. والسعودية بدروها تعمل على خدمة مصالحها سواء مع أميركا أو الصين أو غيرهما. وحاليًّا يميل الميزان الاستثماري لصالح الصين.
ومما يعرفه الآخرون بأن السعودية ليس لها عداوات مع أي طرف في العالم إلا أنها في نفس الوقت لن تسمح أبدًا الإضرار بمصالحها كما تفعل ميليشيات إيران متمثلة في زمرة الحوثي، ولن تقبل المبدأ الأمريكي الذي يستند على المقولة: إن لم تكن معي فأنت عدوي، وهذا الذي اتخذه “بايدن” وغيره من الرؤساء السابقين ذريعة واهية، إلا أن الأحداث التي يمر بها العالم جعلته يتراخى ويخضع للأمر الواقع خصوصًا وأن هناك قوى بدأت تفرض هيمنتها سواء بتمكنها العسكري أم الاقتصادي كروسيا والصين اللتين حققتا مكانة يدركها القاصي والداني، إذن الأوراق اختلطت مما جعل “بايدن” يقبل الدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز ليحضر المؤتمر الذي يعقد في الرياض قريبًا بتنظيم سعودي وحضور زعماء دول الخليج ومصر والعراق والأردن، هذا التشكل السريع والاستجابة الفورية تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين تؤكد أن الدائرة التي تشغلها السعودية تأخذ مساحة أوسع ومكانة أقوى؛ فهي بالفعل المحرك السياسي والدبلوماسي المؤثر على المستويين الإقليمي والعالمي، تلك الميزة أدركتها الدول العظمى مما جعلها تقترب كروسيا والصين وعدد من دول الناتو، هنا تتضاءل إيران ويتحجم دورها ويضعف تأثيرها رغم المسافة التي قطعتها بتأييد من الرئيس الأمريكي السابق أوباما، الذي تأكد فشل سياسته، ومجيء الرئيس الأمريكي إلى السعودية يُعد في نظر السياسيين ضربة قاصمة لإيران وكل الدول التي تسير في فلكها؛ لأن هناك عدة موضوعات تُطرح أبرزها الحفاظ على الأمن واستمرار العلاقة بين البلدين السعودية وأمريكا سيما وأن العلاقة تمتد إلى زمن الرئيس روزفلت ولقائه التاريخي مع المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن “طيب الله ثراه” هذه العلاقة لا يمكن أن يقلل من دورها حتى الرئيس الأمريكي نفسه؛ لأن للشعب كلمته عندما تأتي عند المصالح، ولا شك أن هناك موضوعات أخرى، والأهم من ذلك أن هذا اللقاء لا يقلل أبدًا من علاقة السعودية المتينة مع قطبين مهمين هما روسيا والصين، ولا يضعف رأي السعودية في الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، لأن تلك الحرب شأن يخصهما، فيما تبقى المصالح هي التي تحرك العلاقات الدولية. نقول هذا التحرك السياسي الحكيم والرؤية العميقة لدى قادتنا يؤكد المكانة التي تحظى بها والثقل السياسي التي تحظى به والمكانة الدينية والترابط الاجتماعي؛ فضلًا عن القوة الاقتصادية مما جعل السعودية واحدة من الدول التي يُشار إليها بالبنان من كافة أصقاع العالم.
وهنا نهنئ أنفسنا كشعب سعودي وفي وأصيل وعظيم كما وصفه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ونستطيع القول بأن قيادتنا الرشيدة قادرة بتوفيق الله على دفع سفينة النماء والتطور والاستقرار والأمان رغم الأمواج العاتية التي يتعرَّض له العالم بأسره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى