المقالات

الهواء بعشرة ريالات

مررت صباح اليوم على أحد بناشر السيارات بمحافظة قلوة، وطلبت من عامل البنشر لي الهواء حتى أقوم بتنظيف سيارتي من الداخل؛ فقال بإمكانك تروح لمغسلة السيارت هناك أفضل ، وعندما ذهبت إلى المغسلة، وأوقفت سيارتي ناديت أحد العمالة، وطلبت منه لي الهواء لأقوم بتنظيف السيارة، وقال: بعشرة ريالات؛ فأخبرته أنني أريد تنظيف السيارة بالهواء من الداخل فقط وليس غسيل السيارة، وقال: فهمت عليك حتى التنظيف بالهواء بعشرة.
ثم غادرت واتجهت إلى محل بنشر آخر، وأخبرته عن رغبتي في تنظيف سيارتي بالهواء قال: أعتذر ما اقدر لو جاء أحد مراقبي البلدية لأعطاني مخالفة بألف ريال؛ فسألته لماذا المخالفة فرد حتى تكون واجهة المحل نظيفة.
من هنا استنتجت أمرين:-
الأول: استغلال العاملين في المغسلة لأصحاب السيارات في بيع الهواء عليهم لقاء تنظيف سياراتهم بالهواء حسب ما تعودوا عليه في محلات البناشر من تنظيف وتزويد الكفرات بالهواء.

الثاني: فرض غرامات من البلديات على أصحاب البناشر في حال تنظيف السيارات بالهواء؛ بحجة ترك واجهة المحل نظيفة.
وعلى ضوء ذلك أوجه رسالتين:-
الرسالة الأولى: إلى مدير فرع وزارة التجارة بمنطقة الباحة، نأمل منه التكرم بتوجيه من يلزم بمراقبة مغاسل السيارات بعدم استغلال المواطن والمقيم في مثل هذه الحالات فالهواء ليس سلعة تشترى وتباع ، وفرض غرامات على كل من يحاول استغلال الآخرين.
الرسالة الثانية: إلى سعادة أمين منطقة الباحة الذي عرف عنه السعي الجاد إلى تطوير المنطقة وتنميتها، وإيجاد الفرص الاستثمارية التي تسهم في تنمية المنطقة، نتمنى منه توجيه من يلزم بالتخفيف في فرض مثل هذه الغرامات على أصحاب البناشر في حال تنظيف سيارات عملائهم؛ فهل يعقل أن يغرم من يجده المراقب يقوم بتنظيف إحدى السيارات بألف ريال في غمضة عين، وربما بعض المحلات يكون دخلها الشهري لا يوصل ألف ريال خلاف المصروفات ورواتب العاملين.
وهذه الغرامات بلا شك سيكون لها مردود سلبي على أصحاب المحلات في إقفال محلاتهم، والبحث عن مواقع أخرى خارج المنطقة، وهذا له مردود سلبي على جذب المستثمرين، ويتسبب في نفورهم من المنطقة، وما ينتج عنه من سلبيات على حركة التنمية وازدهارها.
والدولة -أيدها الله- تسعى إلى تحقيق كل مايدعم التنمية واقتصاد البلد، وليس زرع النفور في نفوس المستثمرين بفرض مثل هذه الغرامات. علمًا أن مايقوم به عامل البنشر من تنظيف خدمة مجانية للمواطن والمقيم خلاف المغاسل التي استغلت الوضع، وأصبحت تبيع الهواء.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button