المقالات

هل استفدنا من تجاربنا !؟

نعم كلنا نتألم لأننا لم نتعلم الدروس في كيفية صرف الفلوس إن صحت التسمية فنحن مازلنا نعيش بعض فوضويتنا التي كانت سابقا في التعامل مع الحياة التي نود أن تكون جامدة لا تتغير بتغير الزمان والأشخاص والمكان ولذا فإننا نقع في المحظورات بذرائع متقادمة ظنا منا بأنها مازالت سارية المفعول وبذلك فنحن ندفع غرامات مالية من مصروفاتنا الضرورية على أنفسنا ومن نعول وستكون هذه المبالغ حتما على حساب البيت والأسرة وما يستجد من ضرورات الحياة التي لا مناص عنها وكثيرة ما هي وبهذا فإننا نعاقب أنفسنا بأنفسنا ولست بدعا منكم فأنا مثلكم وقعت في محظورات تستوجب دفع الغرامات لأنني وبالرغم من تعهدي أمام نفسي بأن أحرص على ألا يخرج من جيبي المتهالك ماديا المنتفخ معنويا أي ريال إلا أن يكون في مكانه الصحيح باعتباري من أصحاب الدخول المحدودة التي تعجز عن ملاحقة متطلبات الحياة الضرورية فضلا عن أن نلج بالتزاماتنا العريضة في سم خياط كماليات الحياة تحت أي باب من أبواب البنود المصمكة أمام قلة الدخل واتساع الالتزامات الخاصة والعامة والاجتماعية التي أرهقتنا كثيرا ولكني لم أستفد لأنني مازلت أتناسى واطنش والألم يأتي من بعد في وقت التفكير والمحاسبة ومن هذه المقدمة المتشائمة فإنني سأورد بعض مما أرهق دخلنا المحدود كلّ في ما يخصه ووقته الموعود .

ودك أحيانا يتم تفعيل بعض الغرامات وتخفيف بعضها بحسب ما يمليه الموقف والحاجة ومنها على سبيل المثال ترك مخلفات المتنزهين في أماكن جلوسهم مبعثرة تشوه المكان تحت ذريعة ” عمال البلدية سيرفعونها ” وهنا أسجل ما شاهدته صباح الخميس على كورنيش جدة أمام قصر المؤتمرات السابق حيث امتلأ المكان بالنفايات بسبب من استوطن المكان من بعد صلاة الفجر مما اضطرني اسأ ل أحد المسؤولين عن حماية الشاطئ وأقول له : لماذا لا تراقبون مثل هؤلاء وتغرمونهم من باب التعاون بين الجهات وإلم يكن ضمن الاختصاص فتنهد وقال : نحن مسؤولون عن الشاطئ من الذين يصطادون أو يعرضون أنفسهم للخطر بتعدي الحواجز التي تحميهم ويحز في نفوسنا أن نرى ما رأيته أنت هذا اليوم ونحن نراه كل يوم وليس لنا سوى الإنكار بالقلب واستدعاء عمال النظافة للقيام بواجبهم الذي بشهادته أنهم يعجزون أمام مئات البشر الذين يعبثون ولا يتساعدون مع العمال إلا بفتات ما يبقى من طعامهم رغم رفض العمال في الوقت الذي يغادرون المكان وهو في أسوأ صورة لا ترضي متجاهلين التعليمات ويتمنى ذلك المسؤول ما تمنيته بأن يتخفى مسؤولون عن حماية أماكن التنزه سواء على شواطئ البحار أو في البر وحتى في الجو داخل الطائرات وأن يتم إيقاع العقوبات على كل مخالف مادام الوعي غير موجود والتثقيف مفقود وإن كنت قد سمعت بأن طلابا في أثناء الإجازة سيقومون بهذا الدور في المنتزهات فإن كان كذلك أتمنى لا يحرمون الشواطئ من تواجدهم ولسع جيب كل من يرغب أن يجد مكانا نظيفا له ولأسرته في الوقت الذي يتركه مغطى بنفاياته عند المغادرة .

دائما نصيح بأعلى صوت ونحن نتذمر من مخالفات ساهر القاهر في الوقت الذي نقع في محظورات قيادة السيارة وكأننا مازلنا نعيش فترة ” ادعس يا ولد ” يا سادة يا كرام لابد أن نتوقف ونعيد معالجة تصرفاتنا لابد كل منا يعمل فرمتة لدماغه الذي يشيخ يوما بعد يوم بسبب عدم تعلمنا من الدروس المستفادة ونحن دائما نردد عبارة الحياة دروس ! ولكننا مع الأسف لم نتعلم من نتلك الدروس ولم نعي المرحلة التي يفترض أن يرتبط بها الكثير من التغييرات أمام تلك التغيرات فالمال قل أو كثر يحتاج إلى يد أمينة تتعامل معه بقدر الحاجة فلقد انتهى عصر المثل الدارج ( كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس ) فقد عشناها فترة وكانت على حساب صحتنا التي نقتر عليها مقابل الظهور أمام فلان وعلّان بما يكيدهم ويحرق قلوبهم الذي يعادله حرق أعصابنا وتفريغ جيوبنا في مالا فائدة من ورائه وهذا يستوجب تفعيل المثل الدارج ( مد رجليك على قدّ لحافك ) وليس عيبا أن تنام القرفصاء ولا تعيش وهم اللحاف الذي قد يقصر أكثر مشكلتنا أننا لا نحتفظ بفواتير مشترياتنا من الأجهزة التي غزت بيوتنا ومطابخنا أمام صناعات تأتينا من الجبل والوادي برداءة تكلفنا نكرر غرس الأرجل في وحل التعود كما هي أرجل حمار الطين ” أجلكم الله ” وقيسوا على هذا الكثير من الممارسات اليومية الخاطئة التي نقوم بها وهي تخالف المرحلة مما يجعلنا عرضة للغرامات وعرضة للصرف في غير مكانه ولا نتواصى نحن ومن نعول ومن نعرف على تطبيق الحياة بمقتضى الحال وعدم النكوص واجترار الماضي الذي نرى فيه راحتنا ليس بقناعة منا بوضعه ولكن بقناعة أن الفوضوية تجعلك تعيش حرّا طليقا لا تسأل عما تعمل وهذه مصيبتنا التي تحتاج منّا لمراجعات كثيرة قبل أن تكو ن لنا مثيرة .
أيها الشاب لا تلعن الظلام الذي قد تعيشه بل أوقد شمعة الحياة بشيء من العقلانية في مصروفاتك اليومية من مشروبات باردة وساخنة بغالي الثمن ومن ملابس لا تضيف لشخصيتك ما يعود عليك بالنفع والمنفعة اقتصد في مصروفاتك بقدر المستطاع وإن كنت من المدخنين فأقلع بسرعة وتذكر أن ما تحرقه يومياً سيكون على حساب ادخارك وصحتك ومصروفاتك الضرورية حاول توازن بين قيمته وقيمة حبة الدجاج التي تحتاجها أسرتك
قلل من الفرفرة بسيارتك ولا تشتكي سعر المحروقات قلل من اصحاب السوء الذين يجرونك لما يزيد في ندامتك حافظ على عملك إن وجدت واصبر وخذ التوجيه من والديك والنصيحة من أصحاب التجارب أولئك الصادقين
لا تعتمد اكل المطاعم ولا الشرب من خارج منزلك فما تشتريه ربما يكلفك ثمناً باهظاً قد يكفيك في بيتك أيام وأسابيع التزم أولا وأخيراً بدينك ليصلح أمر دنياك وآخرتك .

انعطاف قلم :

شهدت مدينة جدة ومازالت تشهد عدد من الأحياء العشوائية بحسب المتخصصين وبالتالي انتهت فيها الخدمات العامة فلعل ما يحدث يكون حافزا لتحويل تلك المعنية بخدمات هذه الأحياء المزالة إلى الأحياء القائمة التي تنقصها بعض الخدمات وعلى رأسها أعمال النظافة وإنارة ورصف وسفلتة الشوارع المهترئة التي تعاني سابقا ولاحقا بتحول سكان تلك الأحياء إلى الأحياء القائمة إلى جانب دعوتنا لتنظيم الحركة المرورية وبالذات في الأحياء القريبة من طريق الحرمين التي تشهد زحاما شديدا طوال ساعات ما بعد منتصف النهار وحتى ما بعد منتصف الليل .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button