تتجه الأنظار هذه الأيام للمشاعر المقدسة مع توافد ضيوف الرحمن إلى أقدس البقاع لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج، وتُطالعنا الجهات المشاركة في خدمة الحجيج بمبادراتها الجديدة وخدماتها المختلفة ما بين تحسين لخدمات مستمرة وخدمات جديدة، وتتسابق هذه الجهات في تقديم جديدها لخدمة الحجاج.
ويقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- شخصيًا على خدمة الحجيج وتوجيه الجهات المشاركة في الحج، ومتابعتها بدقة لبذل كل ما من شأنه راحة الحجيج والتيسير عليهم، وهذه الجهات لا تدخر جهدًا في خدمة ضيوف الرحمن وتعمل على مدار العام لتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
وللسعودية في الحج مبادئ أساسية لا تحيد عنها أهمها النأي بالحج عن السياسة وتقلباتها نهائيًا، والمبدأ الآخر هو التحسين المستمر للخدمات المقدمة للحجاج؛ فهناك لجنة عُليا للحج برئاسة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية يتبعها لجان فرعية بمكة والمدينة ترفع تقريرًا سنويًا عن أعمال الحج يجمع تقارير كل الجهات المشاركة بالحج يتضمن الوقائع والملاحظات، وينتهي إلى توصيات يتم دراستها واعتماد المناسب منها بالحج القادم.
وبعد أداء مناسك الحج يرجع الحجاج لديارهم محملين بالذكريات الجميلة والمشاعر الجياشة، وهناك منصفون منهم ينقلون بصدق وتجرد مشاهداتهم لما وصلت إليه هذه البلاد من تقدم وتطور وازدهار في شتى المجالات، وما لمسوه وتمت معاملتهم به من رقي وعناية واهتمام، وكذلك الجهود الجبارة التي بذلت وتبذل لخدمتهم والتيسير عليهم، ولكننا إن استطعنا أن نجعل كل الحجاج ينقلون ما شاهدوه وعايشوه بمصداقية وتجرد، نريد فقط نقل الحقائق المجردة؛ فإن ذلك يعد نجاحًا بطعم مختلف وغنيمة باردة ذلك أن كثيرًا من الدول تصرف المليارات، وتجند الآلاف، وتقيم المراكز والمؤتمرات، وتسير الوفود لتقديم نفسها للعالم.
إذًا ملايين من الناس تفد إلى هذه الديار المقدسة، ومن كل القارات وكل الدول وكل الفئات تزورك سنويًا، وإذا أضفنا العمرة للحج ورؤية 2030 تستهدف استقبال أكثر من 30 مليون سنويًا؛ فإن تلك الملايين ستنقل مشاهداتها عمَّا وصلت إليه هذه البلاد من تقدم وازدهار في شتى المجالات، وتنقل ثقافتك، وتنشر صورتك للعالم كله.
صحيح أن السعودية حكومة وشعب لم ولن تعمل لأجل أن يمدحها أحد أو يثني عليها أحد ولا تهتم لذلك، وإنما تقدم كل هذا إيمانًا واحتسابًا بل وتفخر أن سخرها الله لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، ولكن إن حدّث الناس؛ فهذه نعمة يسرها الله وغنيمة ساقها الله، ولعلها من باب قوله -صلى الله عليه وسلم-: (تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ). إذًا أنت أمام قوة سعودية ناعمة وقوة هائلة يجب الإعداد لها الإعداد المتقن، واستثمارها الاستثمار الأمثل.
0