أتابع منذ سنوات محتوى خبير الطقس الدكتور خالد الزعاق، ليس حباً في معرفة أحوال الطقس وتقلبات المناخ وتغيرات الأجواء بين الفصول الاربعة؛ وانما عشقاً وشغفا بأسلوب هذا الرجل النادر الذي جمع بين الهواية والموهبة والمعرفة والوظيفة والشغف في شيء واحد ألا وهو متابعة أسرار علم الفلك، وتقديمه عبر فقرة “تقويم” على شاشة العربية، وقبل ذلك وبعده ظهور على الكثير من الشاشات والاذاعات في البرامج والتقارير، وفي حساباته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن أحوال الطقس، وأسرار الشمس والقمر والنجوم، ومربعانيات الفصول
وغيرها من التفاصيل الكثير التي يُتحفنا بها بتلقائية جميلة جعلته يأسر قلوب الملايين حينما يجمع في حديثه بين التاريخ العربي وعلوم الفلك، وحينما يزاوج في سرده بين الشعر وأحوال المناخ مُقدماً بذلك مواد متعددة التقديم، فريدة الأسلوب فلا يشبه أداء الزعاق في تقديم محتوى المعلومة وتبسيطها أحد من أهل الاختصاص.
نعم.. لقد شغف الزعاق بمجاله حُباً فركز عليه، وبذل فيه الوقت والجهد والمال، وجعله أولوية دائمة في حياته، وحتى في عائلته الصغيرة فقد تزوج من السيدة الفاضلة “بدور” وانجب منها ابناؤه الذين سماهم “فلك، وأورانوس، وشهاب” فكانت عائلته –كما قلبه- مضيئة بنور الله في السماوات والارض، وكانت لها طموحات –كما إرادته القوية- أصيلة تُسافر في فضاءات السماء، وسماوات الافلاك سابحة لمستقر لها ينبض بروح الحياة.
وكما شغف هو بمهنته حُباً شُغف أيضا به الشعب السعودي، فأصبح البعض يُقلده محبة لا سخرية، وحاول الكثير من الكبار والصغار تقليد طريقته في تبسيط علوم الفلك الكبيرة الى مفاهيم صغيرة يستوعبها الجاهل قبل المتعلم، ويفهمها الجميع
واضحى الناس كلما شعروا بالحر الشديد ذهبوا الى صفحاته لعلهم يجدون فيها بشرى عن طقس بارد أو منعش جميل قريب، أو على الاقل يستأنسون بأقواله وافعاله، وبلغة جسده المختلفة، وطريقة أزيائه المتنوعة، واختياره للمواقع التي يظهر منها بين الصحراء والغابة، وبين القرية والمدينة، وبين الجبال والسهول، وبين الابار والاودية، وبين النهار والليل باصماً بذلك على ظهور مختلف، واطلالة متميزة في كل الفصول.
والمدهش لديه دائماً أنه كما يبسط المعاني فهو ايضاً يُلطف الأجواء فلا يتحدث إلا بلغة التبشير، ولا يبوح إلا بالأسرار الايجابية الجميلة، فتحوّل الطقس في صفحاته وبرامجه الى عالم جميل رغم كل أحواله وتقلباته، وأصبح المناخ بارداً على القلب والنفس رغم تحولاته التي قد يراها البعض قاسية باستثناء الزعاق الذي برَّد على الكثير حر الصيف، وخفف عنهم زمهرير الشتاء الذي لا يجدُر بي الحديث عنه الان!!
وختاماً.. أتمنى تعزيز تجربة الدكتور خالد الزعاق وإثراءها عبر برامج مطولة وليست مقتطفات مختصرة يُمرر من خلالها أفكاره النبيلة وأشعاره الجميلة، ويُبسط فيها مفاهيم الطقس الكبيرة، ويُثري فيها محتوى الفلك الذي يتطلَّع الملايين لمعرفة أسراره.
وهو في كل ذلك يُقدم هذه الجواهر الثمينة لا يُريد من أحد جزاءً ولا شكوراً، ولا ينتظر منهم ثناءً وتقديرا، ويظهر ذلك على تلقائية تقديمه الذي يُقدم لنا فيه شخصيته الواثقة من نفسها، المتصالحة مع ذاتها، همه في كل ذلك وصول المعلومة للجميع، وفهمها من قِبل الكل ببساطة الرجل النجدي السعودي العربي الأصيل.
0