منذ ان أذن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بالناس في الحج إلى مكة أتوا حجاج بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها استجابة وطاعة لرب البيت العتيق لاستكمال دينهم، وكان من ضمن الوافدين مسلمو اليابان الذين لم تمنعهم بُعد المسافة والشقة من السفر عبر البحار وعبر الديار لأداء الفريضة.
والحقيقة أن أعداد الحجاج “اليابانيون” كانت قليلة قبل الحرب العالمية الثانية ثم ما لبثت مع مرور الوقت في ازدياد حتى وقتنا الحاضر دلالة على مدى التطور وتوفر الخدمات، وتسهيل أمور الحج من قبل حكومة المملكة العربية السعودية للمسلمين من كل بقاع العالم،
وكان أول حاج ياباني إلى مكة هو السيد عمر ريوتشي ميتا، وقد ألَّف كتابًا بعنوان (الرحلة إلى جزيرة العرب) جاء فيه (خرجت في ٢ أكتوبر ١٩٠٩ من توكيد متجهًا إلى مكة المكان المقدس الذي لم يزرع أي ياباني قط… إلى أن يقول وودعت اليابان في ظهر يوم ٤ أكتوبر ١٩٠٩ )، ومن ثم تتابعت الرحلات الحجية من قبل اليابانيين الى وقتنا الحاضر،
ونكتفي ببعثة حج واحدة تمت في عام ١٣٥٣ / ١٩٣٥، وهي بعثة الحج الياباني الثالثة كان من ضمنها ثلاث شخصيات يابانية التقوا مع الملك عبد العزيز؛ فأعطاهم العلم الملكي الذي كان بحوزته، وعندما عادوا إلى بلادهم نشر لهم مذكرات بعنوان (سجل الحج إلى مكة من حجاج يابانيين).
هذا وقد قال صاحب كتاب (العالم الإسلامي واليابان) عن الملك عبد العزيز أنه قائد عظيم ومحترم من الجميع في العالم العربي،
وقد وصف هذا الثلاثي، وهم تسويوشي وماسار وشوز كوري، وصفوا الملك عبدالعزيز بقولهم حينما رأوه بالطواف في المسجد الحرام (وكان الملك عبد العزيز يرتدي فقط قطعتين من القماش القطن الأبيض المسمى بالإحرام كجميع المسلمين، ولم يحمل سلاحًا) وفي هذا إشارة إلى حج الملك في هذا العام، وعلى ماتنعم به البلاد من الأمن والأمان في عهده.
مكة في اللغة اليابانية
لفظ “مكة” هي اسم عام في اللغة اليابانية، وتستعمل للتعبير عن المكان أو المحور لغيرها هي قلب الأرض وأرض يشتاق إليها الكثير من الناس، وهي أقدس مدينة إسلامية يحج إليها الناس من جميع العالم،
ومصدر كلمة مكة في اللغة اليابانية المدينة المقدسة أو المدينة المقصد.
واليوم يحظى حجاج اليابان بعناية ورعاية من قبل حكومة المملكة العربية السعودية بتيسير حجهم، وتلبية متطلباتهم وخدمتهم لأداء مناسك الحج بكل راحة وطمأنينة في البلد الأمين.