رغم الجهود الجبارة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها الكريم المضياف لخدمة ضيوف الرحمن القادمين من كافة أرجاء المعمورة في كل عام ودون تمييز أو منّه، إلا أن هناك من يصر على ممارسة هوايته المعتادة في كل موسم في تسيس فريضة الحج، واستغلالها بغية خدمة مؤامراته ضد بلاد الحرمين الشريفين. ويأتي نظام طهران في مقدمة أولئك المبادرين للقيام بأعمال الفوضى في موسم الحج عبر عقود من الزمن؛ وبخاصة بعد وصول نظام ولاية الفقيه للسلطة في عام 1979، حيث بدأت أولى هذه المحاولات في عام 1980 برفع حجاج إيرانيين شعارات طائفية وصور الخميني في مظاهرات أمام المسجد النبوي. واستمرت محاولة النظام الإيراني في استغلال شعائر الحج طوال العقود الماضية عبر تنظيم مظاهرات أو محاولات للعنف لعرقلة حركة الحجاج، وكذلك تورط مسؤولين إيرانيين حاليين وسابقين في عملية نقل متفجرات على متن أمتعة حجاج قادمين إلى المملكة في ثمانينيات القرن الماضي. ومع ذلك فإن المملكة العربية السعودية تواجه في كل مرة تلك المحاولات بحزم وحكمة بفضل من الله أولًا ثم بجهود أبنائها المخلصين في كافة القطاعات الأمنية وغير الأمنية.
ويبدو أن نظام ولاية الفقيه قد يئس من تنفيذ مخططاته الإرهابية في الأراضي المقدسة بعد أن عجز عن القيام بتنفيذ تلك المخططات بنفسه عبر العقود الماضية، لذلك فقد بدأ باستخدام أذنابه من مرتزقة الخوارج والإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية وعناصر النظام السفيه في بعض (الدويلات) الموالية للفرس، وقد تجلت بوادر إسفافهم هذا الموسم من خلال الحملة التي تبنوها إبان إعلان تكليف معالي الشيخ محمد العيسى بأداء خطبة عرفة والصلاة في مسجد نمرة. لكن حملتهم المسعورة باءت بالخيبة حين اعتلى معاليه المنبر في مسجد نمرة، وألقى خطبة عرفة، وأدى صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مشهد مهيب بينما كان ملايين المسلمين من الحجاج وغير الحجاج يلهجون بالدعاء خلفه واضعين نباح وصراخ وعويل وبيانات الخوارج وأذناب الإرهاب والتطرف تحت أقدامهم، في أبلغ صورة، وأجملها في هذا الحج العظيم.
• عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة