مشعر مزدلفة، ويسمى “جمع”، ويسمى المشعر الحرام أحد مشاعر الحج، ويقع بين عرفات ومنى يبات فيه الحاج ليلة عيد الأضحى  بعد نفرته من عرفات.
وسميت بجمع قيل؛ لأنه يجمع فيها بين الصلاتين المغرب والعشاء، وقيل لفعل أهلها لأنهم يجتمعون بها ويزدلفون إلى الله بالتقرب إليه بالوقوف فيها وفعل الطاعات، وقيل لاجتماع آدم وحواء عليهما السلام فيها.
ومن فِعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أنه لما غربت شمس يوم عرفة نفر بالناس إلى مزدلفة في سكينة وخشوع ووقار ملبين معظمين رب العالمين، وأمرهم بالسكينة مارًا من بين المأزمين، فلما وصلها صلى بالناس المغرب والعشاء جمع تأخير، والتقطوا منها حصيات رجم الجمرات، وبات بمزدلفة وصلى بها الفجر، ثم وقف بالمشعر الحرام وهو (جبل قزح) ملبيًا داعيًا ذاكرًا كما أمر الله سبحانه في قوله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ووقفت هاهنا وجمعُ كلها موقف).
فلما أسفر النهار دفع بالناس إلى منى صبيحة يوم النحر قبل الشروق، مارًا وقاطعًا وادي محسر، وهو حد مزدلفة من ناحية منى وليس منهما، كما أنه ليس موقفًا، وأمر أصحابه بالإسراع وعدم التباطؤ عند مرورهم بهذا الوادي.
ومن معالم مزدلفة جبل قزح الذي وقف عليه نبي الله عليه السلام، ومسجد المشعر الحرام الذي عمرته دولتنا السعودية المباركة عمارة حديثة.
ويطل على مزدلفة من الشرق جبل ثبير الذي كان الجاهليون يقولون عند نفرتهم من مزدلفة إلى منى “أشرق ثبير كيما نغير”.
———————-
أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى