لم يكن النجاح الباهر الذي تحقق في موسم حج هذا العام، ضربة لازب، أو رمية من غير رام؛ فقد كانت بشارات النجاح تلوح في الأفق منذ أن أعلنت الجهات ذات الصلة بتوجيه وإرشاد ودعم من قيادتنا الرشيدة عن خططها التي وضعتها، ورؤيتها التي تبنتها، من أجل راحة وسلامة الحجاج مستظلة تحت شعار يبعث على الطمأنينة “بسلام آمنين”؛ حيث تجسّد هذا الشعار واقعًا ملموسًا، وتضافرت من أجل ذلك قطاعات عديدة وجهات مختلفة عملت تحت منظومة واحدة، بما شكّل فريق عمل واحد ومنسجم ظهرت آثاره الجلية ونتائجه الباهرة فيما تحقق، وطارت به ألسنة الحمد والشكر والثناء من قبل ضيوف الرحمن الذين توافدوا من كل فج عميق.
لقد كان الانضباط هو السمة الغالبة على موسم هذا العام، فكل الخطط التي وُضعت بمراحلها المختلفة نُفِّذت حرفيًا بفضل الله تعالى ثم بحرص ومتابعة القيادة والمسؤولين، بما مكّن الجميع من أداء مهامهم المنوطة بهم على الوجه الأكمل، الأمر الذي أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المملكة العربية السعودية قد قطعت شوطًا بعيدًا في مجال إدارة الحشود، حتى في أحلك الظروف، فقد كان رهان زيادة عدد حجاج الخارج في ظل الجائحة تحديًّا كبيرًا نجحت المملكة في اجتيازه بامتياز مقدمة درسًا جديدًا للعالم في كيفية تحقيق النجاح وإدارة الأزمات بمنتهى الحرفية والوعي الكبير، حيث لم تسجل خلال الموسم أي تفشيات لأمراض وبائية، وتمّت محاصرة الجائحة بعمل احترافي كبير تُشكر عليه المملكة ممثلة في قيادتها الرشيدة والجهات ذات الصلة والاختصاص بهذا الأمر..
إن التميز في تنفيذ مراحل المناسك كافة في هذا الموسم كانت ثمرته أن حجاج بيت الله الحرام قد أدوا مناسكهم في خشوع ويسر وسهولة، وها هم يعودون إلى أوطانهم مبهورين بما رأوا، ومقدرين للخدمات الرائعة التي قُدمت لهم طوال أيام الحج، شاكرين للمملكة صنيعها، وهو أمر غير جديد على المملكة وقيادتها التي جعلت من خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن مركز اهتمامها ومناط فخرها واعتزازها.. فأكرم به من شرف، وأنعم به من فخر.
0