كلمة مكة
كثيرون يغيب عن خيالهم أن المملكة كانت وما زالت دولة ثوابت لا تتزعزع مهما كانت الظروف والمُتغيرات، وهذا في جميع المجالات، وكثيرون تصوروا أن تصريحات إعلامية في إطار حملات انتخابية أو مناكفات حزبية ستلقي بظلالها على مزاج مسيري القرار السياسي في المملكة، وآخرون هنا وهناك تصوروا أن ترهن المملكة قرارها السياسي استجابة لشغب إعلامي تخريبي يُمارس في عدد من الدول من وقت لآخر.
كلهم غابت عنهم الحقيقة أن حكومة المملكة تتصرف، وبكل ثقة وفق مصالحها ومصالح شعبها ووفق مبادئ لا تتزحزح. المملكة منذ تأسيسها تستقبل رؤساء دول العالم بكل ترحاب وكرم، وتترفع عن كل أشكال الهرج الإعلامي والجدل العقيم واضعة مصلحة شعبها فوق كل اعتبار؛ لذا توافق المملكة على استقبال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دون التفات لأي مؤثرات أو أحاديث سمعت أو مصطلحات رددت خلال شهور مضت.
سيجد الرئيس الأمريكي كل ترحاب وكرم وسيجد قيادة المملكة مهتمة بمصالح بلادها أولًا وثانيًا وثالثًا.
سيستمع الرئيس “بايدن” لمقترحات تهدف إلى تطوير العلاقة بين البلدين لمصلحة البلدين دون الإضرار بأحد، فالمملكة تؤمن وتتصرف بما يحقق الأمن والسلام والازدهار لكل سكان كوكب الأرض.
سيغادر “بايدن” المملكة حاملًا معه الكثير من الفوائد لبلاده مقابل كثير من المنافع للمملكة وأبنائها، عليه أن يوفي بها، وهذا كله في إطار علاقة ندية متوازنة تخدم مصالح المملكة والأمتين العربية والإسلامية، وتستبعد أي ضرر للآخرين.
البيان الرسمي المشترك المتوقع صدوره في ختام الزيارة سيمتّن قاعدة العلاقات بين البلدين الهامين، ويستبعد كل أسباب الركود في العلاقة في قادم الأيام فليس من رأى كمن سمع، وسيجد من أضاعوا وقتهم في الهرج والشغب الإعلامي أن لا شيء تحقق من أمانيهم كالعادة.