تحرص المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، على التفاني في خدمة ضيوف الرحمن، في منظومة متكاملة تساهم فيها جميع الوزارات المعنية في الدولة، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، بجميع مذاهبهم الدينية التي تتلاقي في سمو الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعونا إلى نبذ الأحقاد والضغينة والطائفية الساقطة، التي بغير حق تعيشها بعض الدول الحاقدة على مملكتنا، وتتخذ من الإسلام شعارات زائفة، لما تعيشه المملكة العربية السعودية من تلاحم مشهود بين القياد والشعب، والتطور الملحوظ والنهضة الإقتصادية، تلك الدول المتهالكة التي تتخذ من ضعاف النفوس والجهلاء المرتزقة كبش فداء، تحارب بهم الرقي الحضاري الذي تميز به ديننا الإسلامي الحنيف، الداعي إلى الحوار بالحسنى منهجاً وسلوكاً، للحفاظ على اللحمة والتكاتف بين جميع شعوب المسلمين، ولنا في قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا..)، وقوله تعالى:(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين..)، وهذا ما تسعى إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، سدد الله خطاهم لخدمة الإسلام والمسلمين، بتسخير كل إمكانيات الدولة المدنية والعسكرية، لخدمة ضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى أرض الوطن _جواً وبحراً وبراً_، رغم ما يلهث به بعض الإعلام الساقط لتلك الدول، التي تتخذ من الإرهاب وسيلة تهدف به في أحلامها الشيطانية إلى زعزعة أمن المنطقة العربية كافة وبلاد الحرمين خاصة، لتعطيل كل شعيرة يدعوا إليها الدين الإسلامي الحنيف، وأخص بالذكر الحج الذي يعيش ضيوف الرحمن أيامه ولياليه، بسلام آمنين وطمأنينة في كل مراحل الحج، بدءاً من الإستقبال الذي شاركت فيه جميع الجهات المعنية، بتقديم الهدايا التذكارية وماء زمزم والتمور والورود، وتنقلاتهم عبر وسائل النقل الحديثة والسكن بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كل تلك الخدمات لاقت الإستحسان والبهجة من الحجيج، الذين عبروا عن سعادتهم بحسن الحفاوة والترحيب عبر وسائل الإعلام المتعددة، ولا يخفى على القاصي والداني أن المملكة تعد موسم الحج من أولويات إهتماماتها، لحرصها على سلامة الحجيج منذ وصولهم أرض الوطن، وحتى مغادرتهم بسلامة الله، بعد أن يؤدوا نسكهم على أتم حال،
وليس أدل على تلك الرعاية الجليلة، وصول عشرات الآلاف من حجاج تلك الدول التي تدعي صداقتها، وتعيش صراعات إفتعلها ومونها عاشقوا سفك الدماء والإرهاب، عبر إعلامهم الساقط، الذي أنفقوا عليه من ميزانيات رغيف شعوبهم، وسخروه لنشر الرعب الواهن، بإدعائهم أن لا أمن على حج هذا العام 1443، ذلك الإعلام الذي واجهته المملكة العربية السعودية بالحقائق والخدمات الجليلة، التي تقدمها وتسخرها لضيوف الرحمن، والتسهيلات اللازمة ليتمكنوا من الوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج عبر المنافذ المتعددة، بالإضافة إلى التقنية العصرية التي سخرتها لهم بتأشيرات الحج الإلكترونية، التي يحصل عليها طالب الحج من بلده مع تحديد باقات الخدمات التي تتناسب وإمكانياته، كل تلك التسهيلات التي ساهمت بها كل الجهات ممثلةً في وزارة الداخلية والخارجية والحج والعمرة والصحة والنقل والبلديات وشركات ارباب الطوائف، والجهات الأخرى المشاركة في منظومة الحج، ليهنأ ضيوف الرحمن بأداء نسكهم على الوجه المطلوب، ولتلك الدول التي شاعت فيها القلاقل والفتن، بزعمهم عدم تمكن المملكة العربية السعودية من حماية وسلامة الحجيج، وغير ذلك من الدسائس الهشة التي يحاولون بها واهمين عاجزين تعطيل شعيرة الحج في البلد الحرام، والآن وقد حج الحجيج ووقفوا على صعيد عرفات ونفروا منها إلى مشعر منى عبر مزدلفة التي باتوا فيها بسلام هانئين، وحطوا رحالهم بمشعر منى، مهللين مكبرين مشيدين بالأمن الذي يعيشونه، ليثبتوا للعالم أجمع أننا بعون الله جديرون بخدمة ضيوف الرحمن، وقد رفعوا أكف الضراعة لله تعالى وسطروها على وسائل الإعلام المحلية والعالمية، المرئية والمسموعة والمقروئة، بأن يحفظ الله المملكة حكومة وشعباً، لما سخرته لهم من تسهيلات تفوق الخيال، بتوجيهات عليا كريمة من القيادة الحكيمة..
في الختام يتم السؤال لهؤلاء الضعفاء الحاقدين النشاذ: كيف ستقابلون صوت الحق الذي سيصدح به الحجاج العائدون إلى بلادهم، بعد أن سقطتم وإعلامكم بإفتراءات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان، ونحمد الله تعالى أن سقط عواءهم وقناعهم الزائف البغيض، اسأل الله مبتهلاً أن يحفظ المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا والعالم الإسلامي أجمع من كل حاقد وحسود، لتظل رآية التوحيد بعون الله تعالى خفاقة