تبرز أهمية الرياضة في حياتنا بما توفره من فوائد تعود بالنفع على أجسامنا وعقولنا، فالعقل السليم في الجسم السليم، كما تعمل التمارين الرياضية على تحسين المزاج العام وتقلل من الاكتئاب والقلق والشعور بالإجهاد. لذلك ركزت الرؤية الوطنية 2030 على ضرورة رفع معدل ممارسة الرياضة في المجتمع لتصل إلى مليون رياضي سعودي ممارس بنسبة 40% بدلًا من 13%، خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة، لتصبح الرياضة سلوكًا ثابتًا بين أفراد المجتمع، وتسعى رؤية المملكة 2030 إلى تحويل القطاع الرياضي إلى رافد اقتصادي يدعم الاقتصاد الوطني.
وتُعد المنافسة الرياضية من العوامل الهامة والضرورية لكل نشاط رياضي، مع التأكيد على بذل الجهد للوصول إلى التفوق، وتنمية الدافعية لدى الأفراد، كما تحظى المنافسة الرياضية بالاهتمام والتشجيع وتثير اهتمام الجمهور لتشمل الجميع بالتشجيع والحماس والمشاركة الوجدانية والتقدير والرعاية، ولا ينبغي النظر إلى المنافسة الرياضية على أنها صراع بين فريقين بل اكتساب اللاعب والفريق سمات المنافسة الشريفة واللعب النظيف والخلق الرياضي واحترام المنافسين والحكام.
وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الظواهر السلبية المصاحبة للتنافس الرياضي، من أبرز هذه السلبيات تعصب مشجعي كل فريق لفريقهم، وقد تتطور لتصل إلى السباب، والشتائم، والسخرية، وقد تنتهي باشتباكات تترك نتائج سلبية تصل إلى حد النزاع، والشقاق بين أفراد المجتمع. كما أن بعض التصرفات غير اللائقة من بعض المشجعين كالاعتداء على حريات الآخرين والضوضاء والإزعاج والتنمر لا يقرها الدين الإسلامي ولا تقرها عادات وقيم المجتمع السعودي، لذلك يجب على الجميع سواء كانوا اعلاميين رياضيين، لاعبين أو مشجعين الالتزام بالروح الرياضية والتسامح وعدم الاثارة السلبية، والعمل على توعية الجمهور الرياضي بشكل مستمر حول التنافس بروح رياضية، وزيادة الوعي بقواعد اللعبة وخططها السليمة والأداء الجيد والالتزام بالسلوك الرياضي وألا يركز سلوكه على أهمية الفوز فقط، وتشديد العقوبات في حالات العنف المتعمد وعدم التهاون في هذا المجال وإعلان تلك العقوبات.
وأخيرًا لكل منا ميوله الكروية وفريقه المفضل لكن هذا لا يعني بأن نستنقص من الفرق الأخرى ونسخر من جماهيرها، فلا بد أن نعمل بمبادئنا وقيمنا التي علمنا اياها ديننا الحنيف، وأن نرقى بفكرنا ولا ننقاد خلف التصرفات الغير لائقة، وعلينا التمسك بعاداتنا وتقاليدنا السعودية الأصيلة، والحرص على التحلي بالروح الرياضية والتنافس الشريف.
*باحثة دكتوراة إدارة وتخطيط
يعطيك العافيه على هذا المقال نحتاج من الكتاب الرياضي ان يكون بهذا الرقي ويبعد عن التعصب
مقالة جميلة جداً وقيمة وللاسف التعصب انتشر في الأونة الأخيرة بشكل كبير