المشاريع العملاقة والإنجازات العظيمة لا تتحقق إلا إذا كانت هناك همم عالية وخطط مدروسة وفق استراتيجية واضحة وحكيمة.
المملكة العربية السعودية برامجها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود- رحمه الله- تعطي ثمارها كل يوم.
لقد استطاعت المملكة العربية السعودية في عهودها إقامة علاقات دبلوماسية قوية مبنية على الاحترام المتبادل مع العالم بأسره، والدور السعودي الكبير في التعاون المستمر مع القضايا الإنسانية المختلفة رأينا ذلك في الداخل والخارج.
استضافت السعودية قممًا عظيمًا لتثبيت موقفها في دعم السلام العالمي.
ففي عام ١٩٨١م تحت ظل الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله- بحضور ملوك ورؤساء الدول الإسلامية في مكة المكرمة تحت شعار (دورة فلسطين والقدس)، وكانت ضربة قوية في وجوه المتاجرين بالقضية الفلسطينية، ويزعمون على أن السعودية لم تقف مع الفلسطينيين في نصرتهم والدفاع عن الأقصى المبارك، والقمم كثيرة ليس المجال يسعنا لذكرها.
وفي عهدنا الميمون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله -تشهد المملكة رؤية جديدة يقودها سمو ولي العهد محمد بن سلمان ٢٠٣٠ ولا سيما في الدبلوماسية السعودية.
ففي عام ٢٠١٩ في العشر الأواخر من رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة انعقدت قمم ثلاث خليجية وإسلامية وعربية؛ وذلك في مواجهة التهديدات الإيرانية.
وفي عام ٢٠٢١ طوت السعودية صفحة الخلاف بينها وبين قطر وإعادة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعية في قمة العلا لدول مجلس التعاون الخليجي.
وفي هذه الأيام قطعت السعودية شوطًا كبيرًا في تثبيت موقفها في دعم السلام العالمي بعد ما أرادت بعض الأطراف المعادية للسعودية خلق أجواء الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم الأطراف المعادية للسعودية هي الإرهابية المتطرفة واتخاذ الإسلام لباسًا.
والسعودية هي من تحافظ على سيادتها وكرامتها دون التنازل عن ذلك مهما كان دفع الثمن.
والولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن موقفها وأدركت على أن السعودية لها الشراكة معها منذ عهد قديم، ولا يمكن لها أن تنعزل عن السعودية. فمن هنا كانت الزيارة الرسمية الأمريكية للرئيس الأمريكي بايدين للمملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة الأمن والتنمية لمجلس التعاون الخليجي بجدة، وبمشاركة مصر والأردن والعراق.
ومن يتابع أحداث العالم اليوم يرى تفوق السعودية في جمع الأطراف العالمية المختلفة على طاولة المفاوضات للخروج بنتائج إيجابية.
وهذه القمة ستبقى في سجل الذكريات في تاريخ المملكة العربية السعودية لانعقادها في ظل حرب روسيا مع أوكرانيا التي تهدد العالم، بالاضافة إلى بقايا وجود أزمة كورونا.
السعودية نجحت في سياستها الخارجية كما نجحت في سياستها الداخلية، ودليل ذلك هذه القمة التي وجهت رسالة سعودية إلى العالم على أن المملكة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ثابتة في موقفها في دعم السلام وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكذلك أنها تتخذ القرار من نفسها، وعلى أنها فتحت قلبها للعالم.
* إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا