رغم الجمال الرباني والطبيعة الساحرة الأخاذة التي تمتاز بها محافظة بني حسن التابعة لمنطقة الباحة، والتي تضم العشرات من القرى والمراكز التابعة لها إلا أنها تفتقر للعديد من الخدمات الحيوية والمشاريع التنموية التي تخدم سكان هذه المحافظة والمرتادون لها من المصطافين والمتنزهين أهمها على الإطلاق ازدواجية الطريق الذي يربطها بالباحة والمندق، والذي يشهد بشكل يومي الكثير من الحوادث المرورية المأساوية التي راح ضحيتها العديد من أبناء المنطقة والعابرين لهذا الطريق المخيف، وكذلك سوء الطرق الفرعية التي تربط بين قرى ومراكز المحافظة والأماكن السياحية بها، والتي باتت أشبه بالطرق الترابية رغم تعبيدها وسفلتتها؛ نظرًا لما تعرضت له من حفريات وعوامل جوية ومناخية ناهيك عن ندرة محطات التزود بالوقود ومكائن صرف النقود الآلية، وكذلك قلة المحلات التجارية وانعدام الأسواق المركزية وحلقات بيع الخضار والفواكه، مما جعل العديد من أبناء القرى التابعة لها يهاجرون إلى مختلف مناطق ومدن المملكة بحثًا عن الخدمات التي افتقدوها في محافظتهم والقرى التي يسكنونها.
وإذا ما نظرنا إلى الخدمات الحكومية المتوفرة في هذه المحافظة مقارنة مع المحافظات المجاورة لها؛ فإننا نجد البون شاسعًا فمن يأخذ جولة عبر المحافظة فإنه لا يكاد يجد من المباني الحكومية سوى مبنى المحافظة الذي بني قبل ثلاثين عامًا تقريبًا ومقر الدفاع المدني وبعض الفروع الخجولة لبعض الدوائر الحكومية وافتقارها إلى خدمات غالبية الفروع مع العلم أن المحافظة كانت سابقًا تعج بفروع كافة الدوائر الحكومية والجهات الخدمية، بل إنها كانت تعد مركزًا تجاريًا مهمًا في المنطقة من خلال سوقها الأسبوعي الذي كان يقام يوم السبت من كل أسبوع، والذي اندثر رغم أنه كان يمثل ملتقى ثقافيًا واجتماعيًا في تلك الحقبة من الزمن، وكان له قوانينه وأحكامه التي تنظم عملية البيع والشراء فيه.
ومن هذا المنطلق فإن المحافظة تحتاج إلى لفتة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود -حفظه الله-، حسام الخير الذي عرف عنه حرصه واهتمامه بكافة المحافظات في المنطقة مكانًا وإنسانًا، وذلك بتوجيه إمارة المحافظة ببذل المزيد من الجهود، والحرص على تذليل كافة العقبات التي تواجه القطاعات الحكومية والخدمية بالمحافظة؛ وخاصة قطاع البلدية الذي يعد من أهم القطاعات الداعمة لتطوير ونهضة أي منطقة، والرفع باحتياجات المحافظة إلى الوزارات المعنية، والوقوف إلى جانب الراغبين في الاستثمار في المحافظة من أبناء المنطقة وخارجها، وتحفيزهم ومد يد العون لهم والبُعد عن التعقيدات المركزية التي قد تشكل بيئة طاردة لكل من يحاول الاستثمار في المحافظة، وكذلك تنويع مصادر الدخل الذي يعود بالنفع والفائدة على المحافظة وسكانها، لا سيما أننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من اكتمال عقد رؤية مملكتنا الحبيبة ٢٠٣0، والتي تشكل نقلة حضارية ونوعية في كافة الجوانب والمجالات.
وختام القول؛ فإن محافظة بني حسن تعد شريان العبور الرئيسي إلى محافظة المندق السياحية؛ حيث كانت سابقًا تتبعها إداريًا حتى صدور الموافقة من المقام السامي في عام ١٤٣٤هـ على تحويلها إلى محافظة فئة (ب)، وهي تقع شمال غرب مدينة الباحة بحوالي ١٥ كم، وتمتد على جنبات الطريق السياحي الرابط بين مدينة الباحة ومحافظة المندق؛ حيث تنتشر بها مجموعة من الغابات من أهمها وأكبرها غابة الزرائب الشهيرة، والتي تحتضن منتزه الأمير مشاري بن سعود إلى جانب حديقة الشلال في جدر ومنتزه سد وادي الصدر، وسد العامر وهي من الأماكن التي تسودها طبيعةٌ جميلةٌ، بالإضافة إلى كثرة غاباتها المكسوة بأشجار العرعر، والزيتون البريّ، والطلح، وغيرها الكثير من الشجيرات والزهور ذات الروائح العطرية المتميزة.
وخزة قلم:
الطلبات التعجيزية التي تقف في وجه المستثمرين ينطبق عليها قولهم: كثرة الدق تفك اللحام وافهم يا فهيم!