المقالات

المنافسة كما يراها الرئيس!

الواقع يقول: إن الأندية الجماهيرية أكثر معاناةً من الأندية الأخرى، وتكمن هذه المعاناة في إرضاء تطلعات الجماهير، وهذا الرضا مرتبط بالإنجازات، فحين تتحقق الإنجازات تكون الأمور في وضعها السليم، وحين يحدث الإخفاق تصبح الملفات مفتوحةً، والنقاشات تدور حول هذا الإخفاق، خاصة إذا كان هذا الإخفاق غير متوقع حتى اللحظات الأخيرة من الموسم. هنا يصبح الأمر أكثر صعوبة، وتصبح ردة الفعل مزعجة جدًّا، من المدرج الكبير إلى الحالة الإعلامية التي بكل تأكيد ستكون مواكبةً لحال المدرج، ومغذية له من كل النواحي؛ لذا نجد أمر إدارة الأندية الجماهيرية ليس بالأمر السهل؛ وبالتالي من المفترض أن يكون قبول الدخول في عملٍ كهذا يجب أن يكون مرتبطًا بالأدوات المهمة، حتى يصبح العمل الإداري جيدًّا، لكن مجرد القبول لاعتبارات أقل من أهمية هذا الأمر لن تكون النتائج في المستقبل مرضيةً مهما كان حجم العمل، والبحث عن سبل النجاح.
في الموسم المنصرم تتجسَّد هذه الصورة مع أكثر من نادٍ، ولا يعني فشل النادي المنافس على البطولة في اللحظة الأخيرة أن الأمور كانت تسير بشكلٍ جيدٍ طوال الموسم، وأن محاولةً جديدةً في موسمٍ جديدٍ ستكون ناجحة، الأمر في مجال كرة القدم مختلف تمامًا، فالحالة التنافسية لكل الأندية تعيق هذا الأمر بشكله العام والخاص؛ لذا من المهم أن تستوعب الإدارات التي خرجت من سباق المنافسة كل المتغيرات، التي من المحتمل أن تحدث تحت أي ظرف، فقد نجح الهلال في التعامل مع كل الظروف التي كانت تحيط به في هذا الموسم، بعد أن وظفها التوظيف السليم، وأصبحت مصدر دفعٍ وقوة.
سيقول قائل: إن الهلال يحظى بدعمٍ كبيرٍ من كل رجالاته وإعلامه وجمهوره، ولهم تأثيرٌ كبيرٌ على مسيرته على مستوى القرارات، وأصبح لديهم ثقافة مختلفة تتمثل في رفض فكرة الإخفاق، وإن حدث تكون فرص التعويض جاهزة دون أي تأثير لهذا الإخفاق، هذا الأمر صحيح، وهو سر نجاحهم حتى الآن.
وفي تصوري الأندية التي تقع حبيسة الإخفاق فترات طويلة هي أندية تفتقد للنضج التنافسي، الذي يغير حالة الإخفاق في الوقت المناسب دون أي تأثير، وهذا ما يفعله الهلال، رغم يقيني أن الهلال حالةٌ خاصةٌ في منافساتنا، لكن يبقى متفردًا بهذه الميزة.
وفي الطرف الآخر تفرّغ النصر والاتحاد لأمور جانبية، تعيق العمل وتفقده فرصة المنافسة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: عاش جمهور النصر منذ بداية الموسم المنصرم بالتعاون مع إدارته حالة استفزاز حقيقية لكل منافسيه، من لحظة التوقيع مع المحترف البرازيلي “تاليسكا” حتى لحظة الخروج من كل بطولات الموسم، هذا العمل لا يمكن أن يكون احترافيًّا، ولا يمكن أن تكون الغاية منه تحقيق مكاسب تصبُّ في مصلحة المنافسة، هذا جزءٌ بسيطٌ يعطي انطباعًا غير جيد عن الطريقة التي يُدار من خلالها العمل في النصر، وكذلك الاتحاد، وأخصّ بالحديث عن هذين الناديين؛ لأنهما كانا في صراع المنافسة مع الهلال مع ابتعاد البقية، وخروجهما من هذا التنافس كان نتيجة بعض الأخطاء، منها البسيطة ومنها الكبيرة؛ لذلك قلت: إن إدارة نادٍ جماهيريٍّ ليست سهلة، وحالة الفرح المنشودة مرتبطة بتحقيق البطولات، وأي شيء آخر لن يكون ذا أهمية!.
ودمتم بخير ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى