المقالات

وأد الأخطاء

“الوأد” عادة جاهلية كلنا نعرفها قضي عليها بشروق نور الإسلام، ولكن الذي قد يجهله البعض وأد الأخطاء، وهي تلك القضية النفسية المتشبعة من جذور الأنانية وحب الذات والسيطرة للبقاء رمزًا متهالكًا من الداخل بسبب القلق، وعدم الثقة بالنفس والخوف من الخزي والعار تجاه الآخرين بما أوكل له من عمل خاص أو عام تجاري أو خيري يتباهى بالناجح، ويأد مافشل به بشتى الطرق والأساليب عدم مبالٍ بفعله، وهذه الشخصيات المهزوزة لا تتعلم وتكره الانتقادات والتوجيهات ولو لمصلحتها لما ترى في ذلك نقصًا في قدراتها التي هي في الحقيقة خيال؛ لكثرة دفنها الأخطاء وعدم التعلم منها؛ للخوف من نظرة الآخرين التي انشغلت بها بسبب النشوز عن أهل المعرفة والخبرة والمهارات التي ما حصلوا عليها إلا بسبب أخطاء سابقة استفادوا منها ولم يأدوها بل بينت للعيان.

وكهذا يبنى القادة ويكبر الكبار، وينظرون لنجاح العمل لا لنظرة الآخرين. وأد الأخطاء فشل للأحياء الذين لا يبالون بنقض القواعد من الأسفل أو يخر السقف من الأعلى المهم هو يبقى؛ من أجل إرضاء هوى النفس رغم الضمور الفكري الذي يعيش فيه باعتلاء عرش العظمة وارتداء تاج الكبرياء على أشلاء من وأد أحياء وأموات لا يبالي بحالهم بإرضاء نفسه؛ فلا بد علينا من مجاهدة النفس وتطويعها على شكر الله بالنجاح (والإخفاق)، والاستفادة من الأخطاء وتعديل مسارها، ولا نكون مثل “من كان أستاذه كتابه فخطأه أكثر من صوابه” بل نتلقى كل فن من أهله، ونترك نتانة وأد الأخطاء، ونميل للعلم والعطاء، والله ولي التوفيق والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى