في الحقيقة لا يحتاج ولي العهد السعودي لتزكية بعد تزكية خادم الحرمين الشريفين حين شرفه بهذا المنصب لكن الإعلام يهتم بتفاصيل معينة يعتبرها نجاحًا أو فشلًا في مسيرة أي سياسي، ولطالما لعب خصوم الأمير الشاب على جزئية مفبركة لوضع عائق في طريقه، دائمًا ما روج إعلام اليسار أنه قائد “منبوذ”، استخدمت هذه العبارة بفجاجة في الإعلام الأمريكي حتى إنها استخدمت في الحملة الانتخابية للديموقراطيبن للحصول على أصوات اليسار المتطرف، صحيح أن كل ذلك لم يؤثر في رؤية المملكة ولا سياساتها ولم يعطل قطار الإصلاحات التاريخية التي حدثت وتحدث في المملكة، انتصارات الأمير محمد بن سلمان وإنجازاته لا تحتاج شهادة الإعلام؛ فهي ماثلة كالشمس في رابعة النهار، قمة جدة الأخيرة أتت لتخرس كل الألسن الحاقدة وتوقف كل تلك المزايدات الرخيصة فرئيس أقوى دولة في العالم جاء معترفًا بمكانة المملكة وأهميتها للمنطقة وللعالم وللولايات المتحدة، والأهم أنه اعترف بشكل لالبس فيه بأهمية وقيمة ولي العهد كأحد أبرز القادة في العالم، الصور التي خرجت من هذه القمة هي تتويج لمكانة الأمير على الساحة العالمية، وهي شهادة وفاة لكل المزايدات والتحريض.
من المهم أن يفهم العالم الغربي مكانة السعودية وقادتها في العالم الإسلامي والعالم العربي بشكل خاص، المملكة هي قاطرة العالم العربي نجاحاتها انتصار لنا ورأيها السياسي يمثل كل المجموعة العربية، محاولة التقليل من مكانتها من خلال الإساءة لقادتها هي إساءة وهجوم على كل عربي، لطالما كانت وستظل المملكة أهم بلد عربي وإسلامي لمكانتها التاريخية والدينية ولأدوارها العظيمة في مساعدة كل هذه البلدان على النهوض والتنمية، الاعتراف بمكانتها ومكانة قادتها هو بداية صحيحة لمعالجة بعض الاختلالات في العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي، القفز على تلك الحقيقة سيؤدي بالغرب لخسارة تحالفاته التاريخية في المنطقة، وبالتأكيد لن يغير شيئًا في ريادة السعودية على مستوى المنطقة والعالم كله.
قمة جدة نجاح للمملكة وللمجموعة العربية والولايات المتحدة لكنها بشكل خاص نجاح لولي العهد؛ إذ إنها قدمته كواحد من أهم صنّاع المستقبل وأصبح رقمًا مهمًا في معادلة السياسة الدولية، نجح في بلده، وبالتأكيد سيقدم الإضافة في أي ملف من ملفات المنطقة والعالم.