من حكمة الله سبحانه وتعالى أن خلق من كل شيء زوجين سواء كان هذا بين الإنسان أو سائر المخلوقات التي دبت على الأرض؛ فميَّز الله -عز وجل- الإنسان عن باقي الكائنات وجعله مستخلفًا في الأرض، وذلك من أجل استمرار الحياة وبقائها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وهكذا ظل الإنسان مستمرًا في إعمار الأرض بما وضع الله له من أحكام شرعية في أمور الزواج، ومن أهم الأمور التي يعقد بها الزواج هو دفع المهر الذي أخبرنا به رسول الله ﷺ، وهو أن يدفع المتزوج المهر للفتاة، ولم يحدد رسول الله ﷺ نوع المهر، ومما دلَّ على هذا الأحاديث النبوية الشريفة التي ثبتت عن رسول الله ﷺ.
لذا فإن كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية في هذا الشأن واضح بكل المعاني في عدم المغالاة في المهور وأهمية الزواج وارتباطه بضروريات الحياة وأصول الشريعة، وفي زمننا هذا مع الأسف زادت المبالغة في المهر؛ فإذا أراد الشاب الزواج من إحدى الفتيات تم الاشتراط عليه بقائمة من المتطلبات والشروط فتزيد الأعباء عليه وكم من شاب لا يستطيع الدفع وليس له القدرة، فيقرر التراجع وفي نفسه بأن لا يتزوج وأن يظل أعزبًا حتى لا يتكبد الخسائر التي ليست لها مبرر من قبل عائلة الفتاة المخطوبة؛ لذا فإني أوجه بعض التساؤلات.
ماذا نستفيد بأن نرى أخواننا وأخواتنا في المجتمع الإسلامي دون زواج؟
وأيضًا، ما هي أسباب العنوسة؟ وما هي المخاطر التي تلحق بالفئتين من الشباب لعدم قدرتهم على الزواج؟
وأعلم بأن كلنا لدينا الجواب إلا من أراد التهرب من الإجابة والوقوع في مغبة الأخطاء ودوائر الجشع بتحويل الزواج إلى استثمار على حساب مستقبل الشباب والفتيات، وارتفاع نسبة العنوسة والطلاق وغيرها.
وأختم مقالي بحديث رسول الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى “رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً، أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً”، وهذا بحد ذاته إجابة عن كل التساؤلات، وتوجيه إلى كل الأسر يضمن الخير، ويوظف الإحسان.