المؤسسات الفردية والشركات بأنواعها.. كلها تخضع لنفس المعايير بأحجام مختلفة.. متمثلة في نشاطها وتخصصاتها المختلفة..
فمثلًا عندما تكون المؤسسة الفردية.. أو الشركات المساهمة أو المحدودة أو خلافها من المسميات تضع خطتها المستقبلية بالطرق المعروفة والمدروسة ..أو العشوائية التقديرية.. حسب قدرة وتفكير مالكها الوحيد أو مساهميها وإدارتها .. سواءً كبيرة أو صغيرة .. متوقعة زيادة مبيعاتها بقدر تعوَّدت عليه.. تطبيقًا أو دراسة عالمية تعتمد على معطيات الشركة أو المؤسسة..
ثم لم تحقق النتائج التي توقعتها .. فإنها تتماسك وتصمد في حالة عدم وجود مديونية عليها .. وإن استطاعت أن تتغلب على ظروفها.. فإن بإمكانها الاستمرار الطويل على نحو يضمن وجودها ..وبقدرتها على تخفيض مصاريفها .. والتوقف عن الاستيراد ما يمكن بقدر لا يضر مصالحها ولا مصالح مورديها.. خوفًا من أن تدخل في التزامات مالية مستقبلية.. قد تؤدي إلى نقص عمرها في السوق أو فقدان بعض النقد فيها ..
أما في حالة المديونية على المؤسسة الفردية أو الشركات .. فإنها تكون مجبرة على التخلي عن بعض مخزونها بقيمة منخفضة.. لتدر عليها سيولة تتغلب بها على هذه المديونية إن استطاعت.. وهذا المخرج لا يكون كافيًا إلا إذا كانت التزامات المؤسسة أو الشركة مقدور عليها ولا تمثل عبئًا مستقبليًا .. وقد يكون من أسباب استمرارها .. تقليص مصاريفها أيضًا .. والعمل على إبقائها رشيقة بقدر الإمكان..
أما في حالة أن بيع المخزون أو بعضه أو تخفيضه.. ولم يؤدِ إمكانية التغلب على المصاريف والسداد .. سواءً من الموردين أو البنوك أو الدائنين بشكل عام.. فإنها مجبرة على رفع رأسمالها إن كانت شركة.. وطلب المساعدة من مساهميها وذلك يكون صعبًا.. فالمساهمون لا يريدون أن يروا خسارة أكبر.. وقد لا تنجح غالبًا في إقناعهم بضرورة المساهمة برفع رأس المال ..
وفي هذه الحالة .. لا بد لها من بيع بعض أصولها .. وعادة ما يكون هناك خسارة مالية من بيع الأصول إن وجد مشتريًا .. وقد لا تنجح الشركة في بيع الأصول التي لا تكفي إلى السداد مرة أخرى ..الأمر الذي لا يترك لها خيارًا آخر غير الاستدانة مرة أخرى.. وتصطدم بعدم وجود من يقرضها أو يساعدها في ذلك .. لوجود معوقات لا تعين على السداد ونظرة مستقبلية نحوها تكون مظلمة ..
إذا استنفذت الشركة أو المؤسسة .. كل الأمور الثلاثة السابقة .. فإنها تصارع للبقاء وبقدرة أضعف ومجهود أكبر ونتائج أقل.. ويكون عمرها قصيرًا جدًا .. ولا بد لها من إعلان نهايتها وخروجها من السوق ..
النتيجة النهائية .. مد رجلك على قد لحافك .. ومن خاف سلم .. ومن رضي بقليله عاش .. وليس المهم أن تكون كبيرًا ولكن كيف تكبر ..
إن الأعباء والأحمال التي تحملها .. أنت صنعتها بيدك .. ورأيت ثمرتها .. وعليك أن تدفع وتتحمل تبعاتِها .. وارضَ بما قسم الله لك .. واجتهد وبعناية الله .. ولا تحمل نفسك أو شركتك أو ورثتك من بعدك أو مساهميك الذين وثقوا فيك .. خسارة وحسرة ..
وفرق بين الطموح والطمع ..
الطموح .. أصل في خيالك .. تصنعه بهدوء ..
والطمع .. سرعة واقعك .. يصدم مستقبلك ..
0