يتعمَّد بعض الشعراء إثارة الجماهير بالخروج عن الذوق العام بعبارات خادشة للحياء ومنافية للأداب لا تخلو من السب والشتم والتهديد، واستخدام الألفاظ السوقية ظَنًّا منهم أن ذلك سيساهم في توسيع قاعدتهم الجماهيرية في حين أن تصرفهم سيعكس صورة غير مقبولة عنهم، وعن من يسيرون على شاكلتهم حتى ولو كانت من باب الدفاع عن النفس.
بل ويتجاوز البعض منهم ذلك إلى القدح في القبائل والانتقاص منهم وإحياء العنصرية القبلية الممجوجة مما يؤدي حتمًا إلى تدخل الجماهير بالألسن والأيدي، وقد يصل إلى استخدام بعض الوسائل المتاحة للتغلب على الطرف الآخر، ومن ثم تتحول ساحة الملعب إلى ساحة معركة!!!
وحيث إننا نتفق جميعًا على أن إثارة حماس الجمهور في الحفل مرغوب لإحياء تلك الليلة السعيدة، لكن نتفق أيضًا على الالتزام بالأدب والاحترام دون إسقاط أو انتقاص من أحدٍ، مع الأخذ في الاعتبار أن الشعر هو لسان العرب، وكم من شاعر كان سببًا في الرقي بثقافة متابعيه، وكم من قصيدة أوردت صاحبها المهالك!
وتزامنًا مع الرؤية 2030 للمملكة العربية السعودية؛ فإننا نفخر بوجود من يحمل شهادات علمية عالية من بين أبنائنا الشعراء في جميع مناطق المملكة، وسيكون لهم دور -بإذن الله- في مخرجات التحول الوطني لما يحقق أهداف رؤيتنا الوطنية عبر ما يصدر منهم من كلمات راقية وأبيات جزلة.
لكن ما لا حظناه في الساحة الشعبية مؤخرًا من إسفاف لا يتناسب مع المرحلة، ومع متطلبات اللحمة الوطنية يندى له الجبين، ويا ليت صاحب الحفل يهتم بالجانب الأمني ويُحسِن اختيار الشعراء، ويشترط عليهم عدم الخروج عن الشعر الجزل والمعاني الراقية؛ لأنه المسؤل الأول عن حفظ أمن محفله وتميزه.
اللوم كل اللوم على من يستضيف أمثال هؤلاء الشعراء الذين يسيئون لصاحب المناسبة أو الضيوف أو للشعر والشعراء!!
ولو لم يجد هؤلاء الشعراء من الخارجين على الذوق العام من يدعوهم ويكافئهم لارتقوا بأساليبهم، ولو كان المجتمع يقظًا في حراسة مبادئه لاختفت كل المظاهر التي تتصادم مع تلك المبادئ والقيم.
ختامًا نتفق على أن الشعر لسان العرب كما أن الشعر أدب، ومن خرج عن الأدب لا بد أن يؤدب وحتى لا نقسو عليه نرى أن يكون تأديبه بتجاهله وعدم استدعائه لإحياء الحفلات والمناسبات، ودامت أفراحكم.
*كاتب رأي ومستشار أمني