بين فترة وأخرى، تُنشر وتتداول روابط الاستبيانات الإلكترونية، في مجموعات الواتس آب، أو في غير هذه الوسيلة من مجموعات ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، بهدف التصويت لمرشح معين، ليفوز بلقب الشرف أو لقب التشريف، أو بجائزة، أو بشهادة شكر على إنجاز ما، أو مثلاً للحصول على المثالية أو التصويت على آدائه الوظيفي أو المركز الأول، أو على جهوده المتميزة التي تميزه على قرنائه المرشحين معه، لنيل المكافأة المعنوية أو المادية، كأن يرسل أب الاستبيان ويطلب من أعضاء المجموعة التصويت لإبنته، حتى يصوت لها جميع الأعضاء وجميع المجموعات الأخرى – في الداخل والخارج – لتفوز ابنته بحيلة ماكرة على زميلاتها في المسابقة.
فيقوم جميع أعضاء المجموعات بالتصويت العمياني على الاسم المحدد المرفق مع الاستبيان والموصى به من والد أو أخو المرشح أو حتى من المرشح ذاته، من باب المجاملة، ليرتفع بذلك عداد التصويت للمرشح ورصيده ويفوز، وللأسف يكون التصويت على اسم المرشح فقط، وعشوائي وغير عادل، لا لشيء، فقط لأن المرشح أو والده زميل أو قريب أو صديق أو من المعارف، وأصلاً أحياناً قد يكون الموصي على المرشح غير معروف لدى البعض سوى أنه عضواً في مجموعة الواتس ليس إلا، “وأمسك لي وأقطع لك”، وتكون حالة المصوت الذي ساهم في إجراء التصويت وهو لا يعرف المصوت له ولا معايير التصويت، كمسرحية شاهد ما شفش حاجة.
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يتاح توزيع رابط هذا الاستبيان المتضمن أسماء المرشحين فقط على العامة، بدون إرفاق أعمالهم التي يتم ترشيحهم بناءً عليها، ليتم نشره وتداوله بين المجموعات، ويكون التصويت على الأسماء فقط دون حتى معرفة أصحابها شخصياً على أقل تقدير، وهل هذا التصويت يعتبر نظامي ويتم بناءً على معايير التقييم من خلال لجنة اشرافية؟! أو على الأقل يتم إطلاع المصوتين من العامة قبل التصويت على برامج أو إنجازات وأعمال جميع المرشحين ليكون التصويت عادلًا ونزيها ، لذلك يفترض أن يكون الاستبيان على الأعمال والإنجازات وبدون اسم وصورة المرشح، ليكون التصويت حيادي وبعيداً عن المحسوبية والاحتيال، وبذلك الذي سوف يفوز هو الأكثر تصويتاً “لأن عنده واسطة” وليس الأكثر استحقاقاً، والمفترض اجتياز المرشح للترشيح بكل مصداقية وحق وجدارة وأمانة ونزاهة، و (من غشنا فليس منا).