المقالات

حكاية إنسان عظيم في العام الهجري

انطلقت من مكة المكرمة هجرة النبي المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة التي استنارت حين طلع البدر في أعظم إنسان يحمل جوهر المبادئ والقيم التي صنعت حضارة إنسان في كل بقاع الأرض بالعلم والمعرفة في جميع مجالات الحياة؛ حيث مازالت شامخة في كل مكان منذ أربعة عشر قرنًا أنه وريث الأنبياء والمرسلين الذين كان منهجهم عبادة الله وحده جل جلاله وإعمار الأرض بالتعاون على البر والتقوى في رسالة ربانية باقية، آثارها في الزبور والتوراة والإنجيل حتى اكتملت في الكتاب المحفوظ القرآن الكريم الذي يخاطب علم العقول ومعرفة القلوب من فطرة سليمة منذ أن نزل آدم عليه السلام من السماء للأرض؛ فليست الرسل والأنبياء إلا دعاة إلى منهج الفطرة السليمة التي يحاربها إبليس عدو الإنسان؛ فلقد هاجر محمد عليه الصلاة والسلام من مدينة مقدسة، أسس قواعدها إبراهيم عليه السلام إمام الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين التي أصبحت قبلة المسلمين الذين سماهم إمام المتقين إبراهيم عليه السلام؛ فليس هناك دين مكتمل للعبادة غير الإسلام حينما انحرفت القيم والمبادئ عن منهج الأنبياء والرسل من أبناء إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام إلا بقية قليلة تنتظر أعظم رسالة اكتملت بالرحمة للعالمين، إنها رسالة العلم والمعرفة التي تقوم على البراهين وليس الأقوال والاعتبار من تجارب الأولين، وليس إعادتها للتجارب مرة أخرى؛ فلقد اختار المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الهجرة بعد سنوات من الدعوة للدين العظيم الذي يحارب الجاهلية بكل ما تحمل من اضطهاد المرأة، واستعباد البشر والاستكبار على الحقيقة، وإزهاق الأرواح والإفساد في الأرض أنه قرآن يمشي على الأرض وسنن تفسر الوحي على منهج إنسان عظيم كأن أحكم عقل وأرحم قلب عرفته البشرية قاطبة، رسم خريطة الإنسان بكل الألوان التي جعلت الحضارة الإنسانية في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نموذجًا من نماذج التحضر في عصور كان الجهل في أعظم مشاهده بكل بقاع الأرض إلا قلة قليلة عرفت الحق، واتبعت الدليل والبرهان الذي يقود للنجاة في كل عصر وزمان أنه منهج الأنبياء والرسل الذي يحمل مبادئ وقيم حضارة إنسان، وإن اختلفت المعتقدات؛ فلقد عاش على منهج لا عدوان ولا استكبار كما هي رسالة الحق المبين، وإنما السلم والأمن للجميع في عصور حكمت من الأباطرة الذين اضطهدوا المؤمنين من أتباع الأنبياء والرسل.

خلاصة المقال:
العام الهجري حضارة إنسان
أسست للعالم دستور الحكمة
ومنهج الرحمة من وحي رباني

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button