“قيمة الأشياء بما تحمله” أو هكذا هي فلسفة القيمة في هذا العالم على الأقل في نظري، وبالتالي ليس للون ميزتيه إلا حين يمتلئ ذكرىً عشّشت في عقلك، وامتلأت بها روحك، وليس لتاريخ قيمته إلا بما حواه من حدث ملك نفسك وتشبع به خاطرك، وقل هذا في ظروف كثيرة وأزمنة عدة، وكذلك هي الظروف متجردة تحت طائل تلك النظرة وذلك القانون.
الأرقام ليست سوى زمن نوسمه باسمه لنحفظ فيه ما نحب، وهو رقم نستدعي معه الأحداث لنستذكره في أحايين كثر والدليل أن الذاكرة حين لا تسعف في تحديده -أي الرقم- نلجأ كالمجانين لما تخلّله من مجريات أو وقائع، وهذا ديدن السابقين، وكل هذا تقديم مبين لإحياء العام الجديد وبث الروح في أطرافه ليصبح سرمدياً في البقاء وباقيٍ في الذكرى وذكرى لا تموت.
نعم عام جديد، ولكن لن يكون جديداً للأكثر فهل تطمح أنت أن يكون كذلك حقا؟
كيف له أن يكون جديداً وهو نسخة مكررة لسنوات مضت وعقود خلت، وكيف له أن يكون ذا قيمة وهو قديم بما فيه سوى ذلك الرقم، بل كيف ينفرد عن أخوته وهم جميعهم بداية واحدة ونهاية واحد وما بينهما تكرار ممجوج.
ليست مثالية طرح أو نثر خيالات مستحيلة، ولكن أستأذنك لحظة في أن تقف مع كثير مما خططت له لسنوات مضين، ودعك مما استحال في نظرك وما هو على الله بعزيز، ولكن فقط فيما يمكن وحول ما يستطاع، وأزعم أن هناك الكثير في ذلك الباب (شي تسطيعه سوّفت في صنيعه) وهذا فقط لو جعلته أو بعضه خطة العام الجديد لربما تكون جديداً في ذاتك وتحقق مقولة “العام الجديد” على صعيدك أنت وهذا غاية الطلب.
الطموحات المعلقة والتي تتنقل معك من عام إلى عام وتذلّلت كثيراً على أعتابك لتحارب من أجلها وأنت لم تفعل أليس من الممكن أن يكون هذا العام هو عام الانعتاق وسنة الخلاص ولو من باب المحاولة، وهل من الممكن أن تغادر أفكارنا إلى واقعنا لتصبح فرصة لتحريرها من محيط العقل الى فضاء الواقع الفسيح؟!
القوى البشرية خارقة بلا شك والكثير ممن حولك يشير إلى هذا وأنت وأنا جزء من تلك القوى والفارق هو توجيهها واستثمار مقدّراتها.
وتحسب أنك جرم صغير***وفيك انطوى العالم الأكبر.
المهم أن تعلم أنْ لا أنساب مع الله ولا قرابة لك مع الأقدار وكل صِلاتِك هي عملك وصنيعك واجتهادك.
ختاماً…إن شحّ “1444هـ” في جديد يزفّه إليك فكن أنت ذلك الجديد المرتقب.