المقالات

“وجهة مسار”.. نقلات حضارية كبرى للعاصمة المقدسة

تُعدُّ “وجهة مسار“، منظومة حضرية متميزة وغير مسبوقة، تتشكّل من خطط طموحة، ورؤى وتطلعات لا تحدها حدود، وتضم مشروعات ضخمة وعملاقة، تُمثّل إضافة تثري تجربة سكان مكة وضيوفها من حجاج ومعتمرين وزوار، وتسهل حركتهم ليلبوا نداء الرحمن في بيته العتيق، وقد وضعت قيم: (الشمولية، والتميز، والأصالة، والتوازن)، ورفعتها شعارات، وجعلت منها خارطة طريق لتنفيذ بعض المشروعات الحضرية المُلهمة في قلب العاصمة المقدسة، وأتاحت لشركائها المستثمرين فرصًا استثمارية مرنة ومنافسة، في هذه الوجهة الفريدة، التي تدعمها خدمات ضرورية، وبنية تحتية بتقنيات ذكية، تم تصميمها لتدعم كامل احتياجات الوجهة والتطورات العصرية السريعة التي تواكب تطورات مائة عام قادمة، وليكون هؤلاء الشركاء جزءًا من أول منظومة استثمارية في مكة المكرمة تدعم مختلف القطاعات، ولضمان أعلى معايير الراحة والضيافة العالمية، من خلال هذه الشراكات الاستراتيجية مع العلامات التجارية العالمية والمحلية الرائدة في مجال الضيافة، لتقديم تجربة مميزة تجمع ما بين الأصالة والحداثة.
صُممت “وجهة مسار” بكل مرونة وسلاسة، لتلبية جميع احتياجات أهالي وزوار العاصمة المقدسة، وغمرهم بتجارب ملهمة لكل رحلة، ولتكون معلمًا مميزًا يرتقي بجودة حياة أهالي هذه البقعة المباركة وتجربة ضيوفها، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي في مركزها، ومن خلال مجموعة متنوِّعة من الخدمات والمزايا التي تشمل عدّة مجالات منها: (الضيافة، والتنقل، والتسوق، والثقافة، والترفيه)، وغير ذلك، حيث يُتيح تصميم التنقل الشامل في مسار، للزوار التحرك بسهولة وأمان عبر الفصل بين حركة المشاة والمركبات، وتتعدد خيارات التنقل لتشمل المترو، ونظام الباصات الترددية، مع تصميم وإنشاء طريقين رئيسين مع ممراتهم السفلية، وممر المشاة الرئيس. كما عملت “مسار” على جذب المستثمرين المؤسسين، عبر أول منظومة استثمارية متكاملة في قلب مكة المكرمة، ممّا سيضيف قيمة في إثراء تجربة الوجهة، وبالتالي تنمية المشهد الاقتصادي المؤثر بشكل مباشر على الناتج المحلي الإجمالي لهذه البقعة المقدسة، وخلق فرص تنافسية لريادة الأعمال وفرص العمل في المستقبل، لرفع إمكانات أم القرى الاقتصادية، مع الحفاظ على طبيعتها الروحانية وتراثها الثقافي الأصيل، مع إثرائها عبر غمر حواس زوارها بمزيج متنوع من التجارب الفريدة والخدمات التي تسهل عليهم الزيارة وتجعلها أكثر أمنًا وراحةً، مما يجعلها رحلة لا تُنسى، ولتُمكّن “وجهة مسار” مستقبل الحياة الحضرية واستدامتها للمائة عام القادمة، عن طريق دعم الوجهة ببنية تحتية حديثة تشتمل على شبكة اتصالات وتقنية معلومات بأحدث المعايير، مما سيثري تجربة الزائر الرقمية بتقنية إنترنت الأشياء.
وجهة مسار” تُقدِّم منظومة متكاملة من الخدمات، تشمل خدمات الحج والعمرة، وقطاعات الضيافة والإسكان، والسياحة الدينية، والترفيه، والصحة، والنقل وغيرها، تضم مرافق تجارية وعامة لإثراء تجربة زوار مكة المكرمة من الحجاج والمعتمرين، وتعزيز جودة حياة سكانها. ولعل من أبرزها مشروع طريق الملك عبد العزيز، الذي يُعتبر مشروع رائد وفريد، وذلك من خلال تركيزه على تنفيذ بنية تنموية متكاملة تعتمد على مفهوم الحركة الشاملة، كما يُعدُّ أحد أهم المشروعات التنموية التطويرية التي تهدف لخدمة أهالي مكة المكرمة وزوارها من الحجاج والمعتمرين، وتسهيل وصولهم إلى الحرم المكي الشريف، كما يُعتبر شريان تنموي رئيس، لمجموعة من المشروعات التنموية والتطويرية التي تقع خارج نطاق المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف، وليُسهم في تحقيق طموحات القيادة الرشيدة – أيدها الله -، ومستهدفات رؤية السعودية، برفع أعداد ضيوف الرحمن إلى 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030م، كما يؤسس المشروع لبنية تنموية متكاملة تُسهم في توفير فرص استثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي، وتهيئة بيئة مواتية لتعزيز جودة الحياة لسكان العاصمة المقدسة وضيوفها. يقع مشروع طريق الملك عبد العزيز – الذي يحمل اسم مؤسس مملكتنا الحديثة وباني نهضتنا، تخليدًا لذكراه – رحمه الله -، ووفاءً وعرفانًا لجهوده في توحيد ونهضة وطننا المعطاء -، في الجزء الغربي من العاصمة المقدسة، على بعد نحو 550 مترًا من المسجد الحرام، ويمتد من حدود الطريق الدائري الثالث عند مدخل طريق مكة المكرمة – جدة السريع غربًا، ويتخطى الطريق الدائري الأول عند الحد الغربي لجبل عمر على مشارف الحرم المكي الشريف، ويربط الطرق الدائرية: (الأول، والثاني، والثالث) ببعض الطرق الرئيسة، (مثل شارع عبدالله عريف، وشارع المنصور، ويصل طول المشروع إلى 3.650 مترًا، وعرضه 320 مترًا، وتبلغ مساحته الكلية نحو مليون و200 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 141 ألف متر مربع مساحة مسجد الملك عبد الله، ويتكوّن المشروع من 206 قطعة استثمارية وعقارية وسكنية، و6 قطع أراضٍ خدمات متنوعة، تشمل بعض المرافق العامة: (التعليمية، والصحية، والخدمية، والأمنية)، و82 مبنى شقق سكنية، و42 فندقًا من 3 إلى 4 نجوم، و16 فندقًا (5 نجوم)، ويتضمّن المشروع أيضًا، مولات تجارية ومطاعم ومساحات خضراء و5 آلاف موقف يخدم سكان المنطقة، فضلًا عن بنية تحتية تتضمن 4 أنفاق خدمات عامة، وشارعين رئيسيين يربطان المسار بالحرم المكي، وعدد من الجسور والكباري لتسهيل الوصول إلى مكة المكرمة، ومساحة 367 ألف متر مربع من شبكات الطرق، و157 ألف مناطق مفتوحة، تشمل حدائق ومتنزهات. وقد تمّ على أرض الواقع، توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين “وجهة مسار” وبعض القطاعات الاستثمارية المختلفة، لتنفيذ مجموعة مباني من فنادق عالمية، وشقق فندقية، ومراكز تجارية في العاصمة المقدسة، ولتكون وجهة مسار جاهزة للطرح العام، وليتواصل العمل في المشروع ليل نهار، وبنسب إنجاز عالية، بعد أن تم نزع ملكية نحو 3226 عقارًا، تقع في 6 أحياء عشوائية كانت تحيط بالموقع، ودفع تعويضات لأصحابها بلغت قيمتها أكثر من 10 مليارات ريال.
إن هذه المنجزات الكبيرة والضخمة وغيرها، تؤكِّد أنّ قيادتنا الرشيدة – رعاها الله -، ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – مرورًا بأبنائه الملوك البررة رحمهم الله جميعًا – وحتى هذا العهد الزاهر المشرق، عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله –، تحشد كل الطاقات وتُسخِّر جميع الإمكانات لتطوير مكة المكرمة، وتُجسِّد تطلعاتهم الدائمة للارتقاء بها، وتطويرها وجعلها في مصاف المدن العالمية الرائدة، وخدمة أهلها وقاصديها من الحجاج والمعتمرين والزوار، الذين تستقبل وفودهم وقوافلهم على مدار العام.
والله ولي التوفيق،،،

* أستاذ الهندسة البيئية والمياه المُشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button