المقالاتعام

التوقيت المميز في إنشاء الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار

تتحدث الكثير من النظريات حول التسويق وقدرته على دفع عجلة النمو الاقتصادي في العالم، وتتنوع المفاهيم والأطروحات الواردة في ذلك، ومن هذا المنطلق لعلنا نسلط الضوء على هذا الموضوع من زاوية مختلفة باعتبار أن المملكة العربية السعودية علامة تجارية تحمل هوية مميزة لها مكانتها الاقتصادية في العالم، والاستثمار في المملكة العربية السعودية اليوم بحد ذاته مغري لرؤوس الأموال الأجنبية كيف لا وهي ستحط رحالها في بيئة تتمتع باستقرار سياسي واقتصادي آمن ولله الحمد.
ومما لا يخفى أن تحويل أي دولة في العالم إلى بيئة جاذبة للاستثمار، ولها هوية مميزة قادرة على جذب رؤوس الأموال، وتكوين ميزة تنافسية مغرية لذلك، ليس بالأمر السهل فكما هو الحال في العلامات التجارية للسلع والخدمات التي لا تصل لمكانتها في السوق، وتتمكن من ضخ وتوسيع استثماراتها إلا بعد خوض تنافس شاق وجهد مضاعف لترسيخ هذه العلامة وقيادة السوق، إلا أن المملكة العربية السعودية اليوم في مرحلة نمو وازدهار اقتصادي قادرة على استيعاب الاستثمارات المتنوعة، وسد الفراغ الذي تركه الوضع الحالي الذي يعيشه العالم من تدهور الاقتصاد الأمريكي في كثير من الأزمات الأخيرة، وشيخوخة الاتحاد الأوروبي، ونزيف اليورو الذي يتعرض له، ومحاصرة الاقتصاد الروسي بسبب الحرب الأوكرانية وأزمة الطاقة التي تقلق الصين يأتي هذا التوقيت بإنشاء هيئة سعودية لتسويق الاستثمار في المملكة من أنجح القرارات وتوقيته، ولا شك جاء في وقت مثالي؛ خاصةً أن المملكة اليوم لديها بنية تحتية رقمية مميزة ستمكن من إنجاح الاستثمارات المتنوعة؛ إضافةً إلى أن المملكة مجمع على مكانتها من الناحية الدينية والتاريخية بل باتت قلب الشرق الأوسط النابض بالتنمية ومحط صنع قرارات سياسية عالمية والكل يخطب ودها، كما أن هناك عدة مميزات يتطلب إبرازها والتسويق لها وبحث وتحليل كل المزايا التي تتمتع بها لا يتسع المقال لتعدادها، تمتلكها المملكة والعمل على تسويق ذلك من خلال الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار يتنقلون بين مفاهيم تسويقية حديثة تُعنى بإدارة العلامة التجارية القادرة على استقطاب الاستثمار وإدارة هوية وطنية موحدة تعمل بمضامين اتصالية متكاملة تحافظ على الصورة الذهنية من خلال خطط ممنهجة وتديرها باحترافية، وخلق الميزة التنافسية القادرة على إغراء رؤوس الأموال في دعم الاستثمارات المحلية؛ والابتكار والتطوير، وإعطاء علوم التسويق فرصة في تفعيل دوره الأساسي في خلق بيئة استثمارية مغرية للعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button