عندما نُقلب في صفحات تاريخ إنسان أي إنسان جدير في طرح اسمه أمام جميع أطياف المجتمع فنجد منذ الوهلة الأولى أن صفحات حياته الطويلة كلها محطات شامخة متتالية من النجاحات الكبيرة، والإنجازات العظيمة، والمواقف المُشرقة لكل مايخص ويخدم مجتمعه وهو بهذه المهام الجسام والمسؤوليات المستمرة يؤدي بكل اقتدار واجباته تجاه دينه ومليكه ووطنه وصولاً إلى أمته الإسلامية. وهذا ما ينطبق تماماً على شخصية معالي فضيلة الشيخ الوقور د.صالح بن عبدالله بن حميد فإننا حقيقةً أمام سيرة عظيمة مميزة كتبت أعمالها السامية بأحرف من نور بعد أن تزودت بالعلم والمعرفة والثقافة في صورها كافة وفي ظل أرجاء هذه البلاد المباركة. وأعماله المبجلة تزداد ولا تتوفف عند أي محطة من محطات الحياة؛ لأن فضيلته وبيقين عميق يدرك أن الإنسان ملزم بالعمل الدائم في كل وقت وحين متى ما استطاع ذلك فالعمل في واقع الأمر تقدير ومسؤولية.
وحينما نقول أننا أمام سيرة إنسانية جديرة بالاطلاع والإشادة فلا نبالغ أبداً فيُعد الشيخ صالح بن حميد من طلاب العلم المتميزين ولا غرابة في ذلك فقد نشأ في بيت علم ومعرفة فوالده الشيخ الجليل عبدالله بن حميد – يرحمه الله- العالم الشرعي، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، وعضو في هيئة كبار العلماء، ورئيس المجمع الفقهي، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، هذا غير توليه منصب القضاء في بدايات حياته. وعلى هذه الخطى المباركة سار الشيخ صالح في حياته العلمية والعملية فقد بدأ حياته العملية معيداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى ثمّ محاضراً فيها، ثمّ حصل على شهادة الدكتوراه، ومن ثمّ وبعد عدة تكليفات إدارية عميداً لكلية الشريعة، وواصل في عليائه حتى تسنم رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهو بالمناسبة أول دكتور يعين إماماً في المسجد الحرام عام 1403هـ، ثمّ أصبح رئيساً لمجلس الشوري، ثمّ رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، ومستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير حتى الآن.
إن من الأهمية بمكان أن يدرك شباب هذا الجيل الحالي أن هناك رجالاً من هذا الوطن المعطاء أضاؤوا ميادين العلم بمعارفهم الراسخة، وبذلوا عطاءاتهم الجميلة في آفاقه الرحيبة، وسخروا أعمالهم المشرفة في كل جنباته الواسعة، ورفعوا شأنه إلى عنان السماء بكل قوة وعزم وهمة، ولم ولن يبخلوا في تقديم المزيد، ولن تُثني عزائمهم الرياح العابرة، ولن تعيقهم الأصوات الحاقدة الماكرة، ولا يعنيهم من هرطقات المرجفين شيء، ولا يلتفتون أصلاً لأحاديث التائهين قيد أنملة. ومن هؤلاء الرجال وهم كثر ولله الحمد فضيلة الشيخ صالح بن حميد الذي كان ولا زال أنموذجاً منيراً يسمو في علياء الوطن، وينثر في كل مكان حل ويحل فيه العلوم النافعة والأعمال الصالحة، والعظات المؤثرة؛ لتعود بأثر عظيم على متلقيها. كل الدعوات بالسداد لشيخنا الفاضل د. صالح بن حميد في كل حياته، وأن يوفقه الله لما يحبه ويرضاه.
فعلا يستحق الاشادة …عالم واديب على مستوى العالم العربي والاسلامي